ضمور الخصية ليس مجرد تغيير في الحجم أو الشكل، بل هو إشارة طبية تستدعي الانتباه الفوري. كثير من الرجال قد يلاحظون تغيرات دون أن يدركوا مدى تأثيرها على الصحة الإنجابية أو مستويات الهرمونات الذكورية. ما بين الأسباب العضوية والهرمونية، قد تتعدد العوامل، لكن النتيجة واحدة؛ تراجع في كفاءة الخصيتين، وتأثير مباشر على القدرة الإنجابية.
في هذا المقال، نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن ضمور الخصية بداية من التعريف وأسبابه الشائعة، إلى الأعراض التي لا ينبغي تجاهلها، وصولًا إلى الأضرار المحتملة وإمكانية العلاج كما نسلّط الضوء على أهمية المتابعة مع طبيب مختص، خاصةً في حالات الرغبة في الإنجاب أو القلق من المضاعفات المستقبلية، فاحرصوا على المتابعة.
ما هو ضمور الخصية؟
ضمور الخصية هو انكماش في حجم الخصيتين، وهما غدتان تناسليتان تقعان داخل كيس الصفن. والوظيفة الأساسية للصفن هي تنظيم درجة الحرارة المحيطة بالخصيتين، حيث ينكمش عند التعرض للبرد، ويسترخي عند التعرض للحرارة. وهذا قد يجعل الشخص يشعر أحيانًا أن حجم خصيتيه يبدو أكبر أو أصغر من المعتاد.
لكن مصطلح ضمور الخصية لا يشير إلى تغير في شكل الصفن، بل إلى انكماش في الخصيتين نفسيهما. وقد يحدث ذلك نتيجة لعدة أسباب مختلفة مثل الإصابة، أو وجود حالة صحية معينة، أو التعرض لبعض المواد الكيميائية.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
أسباب ضمور الخصية
تشمل الأسباب المحتملة لضمور الخصية:
1- التقدم في العمر:
مع التقدم في السن، تبدأ الخصيتان عادة في الانكماش. ويُعتبر هذا أمرًا طبيعيًا، إذ ينخفض إنتاج الجسم لهرمون التستوستيرون أو الحيوانات المنوية بعد انتهاء فترة الخصوبة.
2- اضطراب الهرمونات:
قد يؤدي اضطراب التوازن الهرموني أحيانًا إلى حدوث ضمور في الخصيتين، فعندما يقل إنتاج التستوستيرون في الجسم، قد تبدأ الخصيتان في الانكماش. وتشمل الأسباب المحتملة لاختلال الهرمونات التي تؤثر على إنتاج التستوستيرون:
- العلاج التعويضي بالتستوستيرون
- تناول هرمون الإستروجين
- استخدام المنشطات
- بعض الأدوية
التهاب الخصية
التهاب الخصية هو عدوى تُسبب ألمًا وتورمًا في الخصيتين. وقد يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية. وتتضمن الأسباب الشائعة لالتهاب الخصية:
- الكلاميديا
- السيلان
- البكتيريا المعوية التي تنتقل عبر الجهاز التناسلي بعد الجماع الشرجي
- التهابات المسالك البولية
- العمليات الجراحية في المسالك البولية
- استخدام القسطرة البولية
4- بعض الأمراض:
بعض الأمراض أو العدوى قد تزيد من خطر الإصابة بضمور الخصية، ومنها النكاف ومرض نقص المناعة المكتسب (HIV). ويمكن أن يؤدي العلاج في بعض الحالات إلى استعادة حجم الخصيتين، وذلك حسب درجة الانكماش.
5- الإفراط في شرب الكحول:
تناول كميات كبيرة من الكحول بانتظام قد يؤدي إلى انخفاض مستويات التستوستيرون، كما قد يسبب تلفًا في أنسجة الخصيتين، وهو ما قد يؤدي إلى ضمورهما.
6- التواء الخصية:
يحدث التواء الخصية عندما تدور الخصية حول نفسها، مما يؤدي إلى التواء الحبل المنوي، وهو المسؤول عن إيصال الدم إلى الخصية. وبالإضافة إلى الألم والتورم، فإن هذا الالتواء يمنع تدفق الدم إلى الخصية. وإذا لم يحصل المريض على علاج سريع، فقد يؤدي انقطاع الدم والأكسجين إلى حدوث ضمور دائم في الخصية.
7- دوالي الخصية:
دوالي الخصية هي توسع في الأوردة الموجودة داخل كيس الصفن، وغالبًا ما تظهر في الجهة اليسرى فقط. وفي كثير من الحالات، قد لا يلاحظ المريض وجودها لأنها لا تسبب أعراضًا واضحة، لكن قد يلاحظ أن حجم الخصية اليسرى أصغر من الطبيعي.
8- سرطان الخصية:
في حالات نادرة، قد يؤدي سرطان الخصية إلى ضمورها. ووفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان، فإن متوسط عمر الإصابة بسرطان الخصية هو 33 عامًا. وعلى الرغم من أن هذا النوع من السرطان يصيب الرجال في سن صغيرة، إلا أنه يُعد من السرطانات التي يمكن علاجها بشكل فعّال.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
اعراض ضمور الخصية
يطرح الكثير من الرجال سؤال كيف أعرف ضمور الخصية؟ يمكن القول أنه غالبًا ما يكون العرض الأكثر وضوحًا في حالات ضمور الخصية هو ملاحظة انكماش واضح في خصية واحدة أو في الخصيتين معًا. ولكن بحسب عمر الشخص والحالة الصحية المسببة للضمور، قد تظهر أعراض إضافية.
في مرحلة ما قبل البلوغ:
قد يلاحظ المريض زيادة في حجم العضو الذكري وغياب شعر الوجه أو شعر العانة. وإذا حدث الضمور بعد البلوغ، فقد تشمل الأعراض ما يلي:
- ليونة في أنسجة الخصيتين
- انخفاض في الرغبة الجنسية
- نقص في الكتلة العضلية
- العقم
- قلة شعر الوجه أو شعر العانة
وإذا كان الضمور ناتجًا عن حالة صحية معينة، فقد يعاني المريض أيضًا من:
- ألم في الخصيتين
- التهاب
- الحمى
- الغثيان
أضرار ضمور الخصية
أحد أبرز المخاطر المرتبطة بضمور الخصية هو تأثيره المحتمل على الخصوبة، ويعتمد مستوى هذا التأثير على السبب الأساسي للضمور، وعلى ما إذا كان يحدث في خصية واحدة أو في الخصيتين معًا. وغالبًا ما يكون الخطر أكبر إذا حدث الضمور في سن مبكرة.
وقد تتضمن المخاطر المحتملة:
- الخصية المعلقة: تشير الدراسات إلى أن حوالي 10٪ من الرجال المصابين بالعقم لديهم تاريخ من الخصية المعلقة، وتزيد نسبة الخطر بستة أضعاف إذا كانت الحالة تشمل الخصيتين معًا.
- التهاب الخصية الناتج عن النكاف: ما يصل إلى 30٪ من الرجال الذين أُصيبوا بهذا النوع من الالتهاب قد يُعانون لاحقًا من ضعف في الخصوبة أو العقم، خاصة في حال إصابة الخصيتين معًا.
- دوالي الخصية: تُعد السبب الأكثر شيوعًا للعقم عند الذكور على مستوى العالم، وتُلاحظ في نحو 35٪ من الرجال المصابين بالعقم. ومرة أخرى، يكون الخطر أكبر عند إصابة الخصيتين.
هل يؤثر ضمور الخصية على الانتصاب؟
هناك احتمال لزيادة خطر الإصابة بضعف الانتصاب لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في هرمون التستوستيرون (وهي حالة تُعرف باسم قصور الغدد التناسلية)، نتيجة لضمور الخصية. وهذا الأمر شائع خاصة مع التقدم في السن، حيث تشير الدراسات إلى أن 52٪ من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا يُعانون من درجة ما من ضعف الانتصاب.
ولا يقتصر الأمر على التأثير الجسدي، بل قد يكون لانكماش الخصيتين أثر نفسي أيضًا. إذ يشعر بعض الأشخاص بانعدام الثقة بالنفس، ويعتقدون أن صغر حجم الخصيتين يجعلهم “أقل رجولة”، مما قد يؤدي إلى مشاكل جنسية أو أعراض اكتئاب.
هل يمكن الشفاء من ضمور الخصية؟
في معظم الحالات، يبدأ علاج ضمور الخصية من خلال التعامل مع السبب الأساسي. ففي حال كان الضمور ناتجًا عن عدوى بكتيرية مثل السيلان أو الكلاميديا أو التهاب شديد في المسالك البولية، فإن استخدام المضادات الحيوية في وقت مبكر قد يكون فعّالًا.
أما في حالات العدوى الفيروسية مثل النكاف، فقد يساعد دواء الإنترفيرون في تقليل خطر حدوث الضمور والمضاعفات المرتبطة بالعقم في المستقبل. وقد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات، مثل:
- إصلاح الخصية المعلقة
- علاج دوالي الخصية
- التعامل مع التواء الخصية (وهو من أكثر الحالات التي تتطلب التدخل العاجل)
أما في حالات الضمور الناتجة عن استخدام العلاجل بالتستوستيرون (TRT) أو المنشطات، فإن التوقف عن استخدام هذه الأدوية قد يساعد في تحسين الحالة، لكن ذلك يعتمد على مدة الاستخدام والجرعة. وفي بعض الحالات، قد يستغرق الأمر عامًا أو أكثر حتى تبدأ الأعراض في التحسن أو التراجع.
ولكن من المهم أن نُدرك أن ليس كل حالات ضمور الخصية قابلة للعلاج الكامل، ففي الحالات المرتبطة بالتقدم في العمر أو الناتجة عن شرب الكحول المزمن، قد يكون الهدف من العلاج هو فقط منع المزيد من الانكماش.
وأحياناً قد تُستخدم بعض الأدوية الأخرى لعلاج ضمور الخصية:
- هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG): هو هرمون يشبه في تركيبه الهرمون الذي يحفّز الجسم على إنتاج التستوستيرون. ويعمل HCG على تحفيز خلايا لايدغ داخل الخصية، مما يساعد على استعادة وظيفتها والحفاظ على حجمها الحالي.
- كلوميد (كلوميفين): هو دواء يُستخدم عادة لعلاج العقم، ويمكن استخدامه أحيانًا لعلاج ضمور الخصية. لا يُشبه هرمون LH، لكنه يساعد الجسم على إنتاج هذا الهرمون، مما يزيد من إنتاج الحيوانات المنوية والتستوستيرون معًا.
وهذان الدواءان يُستخدمان غالبًا لدى المرضى الذين يتناولون التستوستيرون ويعانون من انكماش الخصيتين نتيجة لذلك. ولكن تجدر الإشارة إلى أن استخدامهما لعلاج ضمور الخصية يُعتبر خارج التوصيات الرسمية، أي أنه لم تتم الموافقة عليهما من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لهذا الغرض تحديدًا.
علاج ضمور الخصية بالأعشاب
توجد بعض العلاجات البديلة التي يُروّج لها أحيانًا لعلاج ضمور الخصية، مثل:
- الكركمين (الموجود في الكركم)
- بعض الأعشاب الصينية التقليدية مثل “Wuzi Yanzong”
- توت الغوجي
- الجنسنغ
- مكملات البروبيوتيك
لكن من المهم التنبيه إلى أن الأبحاث حول هذه العلاجات محدودة جدًا، ومعظمها أُجري فقط على الحيوانات، وليس هناك أدلة كافية تدعم استخدامها الفعلي في البشر حتى الآن.
أفضل دكتور لعلاج ضمور الخصية
عند البحث عن أفضل دكتور لعلاج ضمور الخصية، لا بد من اختيار طبيب يمتلك خبرة واسعة وفهماً دقيقاً لمشاكل المسالك البولية وأمراض الذكورة. ويُعد الدكتور كريم عمر من أبرز الأطباء المتخصصين في هذا المجال في مصر، حيث يجمع بين التأهيل الأكاديمي والخبرة العملية الطويلة في تشخيص وعلاج أمراض الذكورة والعقم.
وعلى مدار سنوات، نجح الدكتور كريم عمر في علاج العديد من الحالات المعقدة المرتبطة بمشاكل الخصية وضعف الخصوبة، معتمداً على أحدث البروتوكولات الطبية والتقنيات التشخيصية المتطورة. ويتميز أسلوبه بالاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لكل حالة، وتقديم خطة علاجية شاملة تضمن أفضل النتائج الممكنة.
لذلك، إذا كنت تعاني من أعراض ضمور الخصية أو القلق بشأن صحتك الإنجابية، فإن زيارة عيادة الدكتور كريم عمر تُعد خطوة موثوقة نحو التشخيص الدقيق والعلاج الفعّال، لا تتردد في حجز استشارتك الآن مع د. كريم عمر، وابدأ رحلة التعافي بدعم من خبير تثق فيه.