الشعور بالألم عند التبول ليس مجرد عرض عابر، بل هو إنذار من الجسم بوجود مشكلة قد تكون في المثانة، أو الإحليل، أو حتى الكلى. وقد يتفاوت الألم بين حرقة خفيفة تُزعجك للحظات، إلى انزعاج حاد يجعل من كل زيارة للمرحاض تجربة مؤلمة ومقلقة.
لكن ما السبب الحقيقي وراء هذا الألم؟ وهل هو دائمًا بسبب التهاب في المسالك البولية، أم أن هناك أسبابًا أخرى يجب الانتباه لها؟ في هذا المقال، نكشف لك أشهر أسباب الشعور بالم عند التبول أو عسر التبول، ونقدّم خطوات طبية وعملية للتخفيف من الأعراض، والوقاية من تكرارها، حتى تستعيد راحتك وصحتك من جديد.
ما المقصود بالالم عند التبول؟
الألم عند التبول أو عُسر التبول هو عرض يُشير إلى الشعور بألم أو حرقة أو انزعاج أثناء التبول. ويُعد أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال، كما أنه أكثر انتشارًا لدى الرجال كبار السن مقارنة بالشباب.
وعند الرجال، قد يكون الألم بعد التبول مرتبطًا بمشاكل في البروستاتا أو التهاب في الإحليل، وهو الأنبوب الذي يخرج من خلاله البول من الجسم. وعند النساء غالبًا ما يكون السبب هو عدوى في المسالك البولية (UTI)، مثل التهاب المثانة أو التهاب الإحليل.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
شكل الالم عند التبول
يصف الناس عُسر التبول عادةً بأنه شعور باللسع أو الحرقان أو الحكة ويحدث هذا الشعور إما في بداية التبول أو بعد الانتهاء منه. وعند الرجال قد يُشير الألم بعد التبول إلى مشكلة في غدة البروستاتا. وقد يستمر الشعور بالألم في العضو الذكري قبل وأثناء وبعد التبول.
وفي حالة عسر التبول أو الم التبول عند النساء قد يشعرن بالتالي:
- حكة أو ألم في منطقة المهبل
- ألم أثناء العلاقة الحميمة
- رائحة أو إفرازات مهبلية غير معتادة
كما توجد أعراض إضافية قد تصاحب عسر التبول قد تحدث للرجال والنساء:
- الشعور الملحّ أو المتكرر بالحاجة للتبول
- فقدان السيطرة على المثانة (سلس البول)
- ألم في أسفل البطن
- بول عكر أو ذو رائحة كريهة
- ألم في أعلى الظهر (في منطقة الكليتين)
- الغثيان والقيء
- الحمى مع قشعريرة
ما سبب وجع عند خروج البول؟
قد تتضمن أسباب الشعور بالم عند التبول ما يلي:
1- العدوى:
تُعتبر عدوى المسالك البولية (UTIs) من أبرز أسباب الشعور بالألم عند التبول، ويمكن أن تحدث العدوى في أي جزء من الجهاز البولي، مثل:
- الكلى
- الحالبين (الأنابيب التي تنقل البول من الكلى إلى المثانة)
- المثانة
- الإحليل (الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم)
وغالبًا ما تحدث العدوى نتيجة دخول البكتيريا إلى الجهاز البولي عبر الإحليل. وتوجد عوامل تزيد من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية مثل:
- الإصابة بالسكري
- التقدم في السن
- تضخم البروستاتا
- وجود حصوات في الكلى
- الحمل
- استخدام القسطرة البولية
وبالإضافة إلى الألم عند التبول، قد تظهر أعراض أخرى مثل:
- الحمى
- رائحة كريهة أو قوية للبول
- بول عكر أو يحتوي على دم
- زيادة عدد مرات التبول أو الشعور الملحّ بالحاجة للتبول
- ألم في الظهر أو الجانبين أو منطقة الحوض
2- الأمراض المنقولة جنسيًا (STIs):
يمكن أن تُسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيًا ألمًا أثناء التبول، مثل الهربس التناسل والكلاميديا والسيلان. وتشمل الأعراض المصاحبة:
- الحكة
- الحرقان
- بثور أو تقرحات (خاصة في حالة الهربس)
- إفرازات غير طبيعية
3. الالتهاب والتهيج:
قد يؤدي عدد من الحالات إلى التهاب أو تهيج في الجهاز البولي أو المنطقة التناسلية، مما يسبب ألمًا عند التبول. ومن بين هذه الأسباب:
- تهيّج الإحليل نتيجة الجماع
- التهاب البروستاتا
- التهاب البربخ (الأنبوب خلف الخصية)
- التهاب المثانة الخلالي (Interstitial cystitis)
- تغيّرات في المهبل مرتبطة بسن اليأس
- أنشطة بدنية مثل ركوب الخيل أو الدراجة
- الحساسية من منتجات تحتوي على عطور مثل الصابون، أو ورق التواليت، أو الغسولات المهبلية أو المواد القاتلة للحيوانات المنوية
- بعض الأدوية أو المكملات
- وجود ورم في المسالك البولية
- العدوى المهبلية، مثل عدوى الخميرة، التي قد تترافق مع تغيرات في الإفرازات أو رائحة المهبل
4. حصوات الكلى:
عند خروج الحصوات من الكلى ومرورها عبر الحالب أو الإحليل، قد تعلق أحيانًا وتُسبب انسدادًا في مجرى البول. وعادةً ما يُشعر بالألم في الجانب أو أسفل الظهر، لكن في بعض الحالات قد يشعر الشخص بحرقة وألم أثناء التبول أيضًا.
5. أدوية معينة:
بعض الأدوية يمكن أن تسبب عسر التبول (الألم عند التبول) كأثر جانبي، مثل:
- المضادات الحيوية مثل بنسيلين G وتيكارسيلين
- أدوية السرطان مثل سايكلوفوسفاميد
- موسّعات الأوعية مثل الدوبامين، والتي تُستخدم لعلاج بعض حالات القلب والكلى
- بعض المواد الطبيعية مثل بذور اليقطين، وساو بالميتو، ومادة الكانثاريدين.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
ما هي أسباب الشعور بالألم عند نهاية التبول؟
الألم في نهاية التبول قد يكون ناتجًا عن عدوى في المثانة أو تهيج أو التهاب في مجرى البول، أو في بعض الحالات، وجود حصوات في المثانة أو البروستاتا. ويمكن أن يُسبب عسر التبول ألمًا في العضو الذكري بعد التبول فالألم في العضو الذكري بعد التبول هو غالبًا علامة على وجود مشكلة في المثانة أو البروستاتا.
ما العلاقة بين عسر التبول والتهاب المثانة؟
التهاب المثانة (Cystitis) هو الاسم الطبي لعدوى المثانة، ويُعد عسر التبول (الألم عند التبول) أحد الأعراض الأساسية لهذا النوع من العدوى.
كيف أتخلص من الألم عند التبول؟
يعتمد علاج الشعور بالم عند التبول على السبب وراءه، سواء كان ناتجًا عن التهاب، عدوى، أو مشاكل أخرى في الجهاز البولي. وإذا كان السبب عدوى بكتيرية، فسيصف لك الطبيب مضادًا حيويًا مناسبًا لعلاج العدوى.
وإذا كان الألم شديدًا، فقد يوصي الطبيب باستخدام دواء مسكّن مخصص لحرقان البول مثل فينازوبيريدين، كما يمكن أن تساهم زيادة شرب الماء في تسريع التعافي وطرد البكتيريا من الجهاز البولي. وإذا كان السبب عدوى فطرية (مثل عدوى الخميرة)، فقد يصف الطبيب حبوب أو تحاميل مضادة للفطريات لعلاج الحالة.
نصائح إضافية لتخفيف الالم عند التبول:
- تجنّب المشروبات التي قد تهيّج المثانة، مثل:
- الكحول
- الكافيين
- المشروبات الغازية
- العصائر الحمضية (مثل البرتقال والليمون)
- استخدام وسادة دافئة أو زجاجة ماء ساخن على أسفل الظهر لتسكين الألم
- الحصول على الراحة الكافية والنوم الجيد
- التواصل مع الطبيب إذا لم تتحسّن الأعراض خلال يومين أو ثلاثة أيام
الوقاية من الالم عند التبول
يمكن اتباع عدد من الخطوات للوقاية من عسر التبول وتجنب التهابات المسالك البولية:
- شرب كميات كافية من الماء يوميًا (عدة أكواب) يساعد في تنظيف المسالك البولية وطرد البكتيريا.
- على النساء المسح من الأمام إلى الخلف بعد استخدام الحمّام، والحرص على بقاء المنطقة التناسلية نظيفة وجافة.
- تغيير الفوط الصحية أو السدادات القطنية (التامبون) بانتظام.
- تجنّب استخدام الصابون القاسي أو الغسولات المهبلية أو البخاخات المعطّرة في المنطقة الحساسة.
- بالنسبة للفتيات الصغيرات، يُنصح بتقليل الاستحمام بالرغوة (bubble baths) وتقليل الجلوس الطويل بملابس السباحة المبللة، لأن ذلك قد يُسبب
- التهاب في منطقة الفرج.
- التبول بعد العلاقة الحميمة للمساعدة في منع انتقال البكتيريا إلى المثانة.
- ممارسة الجنس الآمن باستخدام الواقي الذكري، خاصة إذا كان هناك أكثر من شريك جنسي، لتقليل خطر الإصابة بعسر التبول الناتج عن الأمراض المنقولة جنسيًا.
متى يجب الاتصال بالطبيب؟
إذا كنتِ حاملًا، فمن الضروري جدًا الاتصال بالطبيب فورًا إذا شعرتِ بالم عند التبول. وبالنسبة للجميع، يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
- استمرار الالم عند التبول
- وجود إفرازات أو تغير في رائحة البول
- البول العكر أو يحتوي على دم أو صديد
- ارتفاع في درجة الحرارة
- ألم في الظهر أو الجانبين
بعد أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحص السريري، فقد يطلب الطبيب تحاليل مخبرية للمساعدة في تحديد سبب الألم واقتراح العلاج المناسب. وقد يطرح الطبيب بعض الأسئلة مثل:
- هل بدأ الألم فجأة أم تدريجيًا؟
- كم مرة حدث ذلك؟
- في أي وقت من اليوم تشعر به؟
- هل تغير لون البول أو كميته؟
ومن المهم إبلاغ الطبيب بأي تغيرات تلاحظها، حتى يتمكن من التشخيص بدقة. ولا تتردد في استشارة طبيب متخصص في أمراض المسالك البولية عند الشعور بأي انزعاج أثناء التبول.
وننصحك بالحجز مع الدكتور كريم عمر، أستاذ واستشاري أمراض الذكورة والمسالك البولية والعقم بكلية الطب،جامعة عين شمس، لما يتمتع به من خبرة طويلة ونجاحات ملموسة في علاج الحالات الدقيقة ومتابعة المرضى بكفاءة عالية. صحتك تبدأ بخطوة. احجز الآن واستعد راحتك بثقة مع دكتور كريم عمر.