يُعد التهاب البروستاتا المزمن من الحالات الطبية التي تصيب عدداً كبيراً من الرجال حول العالم، وهو يختلف عن الالتهاب الحاد في أن أعراضه تستمر لفترة طويلة وقد تعاود الظهور من حين لآخر. وتكمن خطورته في أن أسبابه متعددة مما يجعل التعامل معه أكثر تعقيدًا. ويؤثر هذا الالتهاب بشكل مباشر على حياة المريض من خلال الأعراض المزعجة مثل آلام الحوض. وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أنواع التهاب البروستاتا المزمن، وأبرز أعراضه، وكيفية تشخيصه بدقة، إضافةً إلى الطرق الطبية والدوائية المتاحة لعلاجه، فاحرصوا على المتابعة.
التهاب البروستاتا المزمن
يُعتبر التهاب البروستاتا مزمنًا إذا استمر التهاب البروستاتا لمدة لا تقل عن 3 أشهر، والبروستاتا غدة صغيرة تقع أسفل مثانة الرجل، تحيط بالإحليل، وتنتج كمية صغيرة من السائل المنوي، وتلعب دورًا مهمًا في توازن درجة الحموضة في السائل المنوي.
وقد ينشأ التهاب البروستاتا بسبب عدوى بكتيرية، لكن في بعض الحالات لا يكون هناك سبب محدد. ويمكن أن يسبب هذا الالتهاب أعراضًا مزعجة مثل الإحساس بالحرقة أثناء التبول، والحاجة المتكررة للتبول، وألمًا في أسفل الظهر. كما يمكن أن يؤدي إلى حدوث التهاب في منطقة الحوض.
وعندما يكون سبب الالتهاب عدوى بكتيرية، يمكن علاجه بالمضادات الحيوية. أما إذا لم يُعرف السبب، فقد يكون علاج الأعراض هو الخيار الأفضل. وحتى في الحالات التي لا يمكن علاجها نهائيًا، فإن الرجال الذين يتلقون علاجًا لالتهاب البروستاتا المزمن غالبًا ما يتمكنون من تخفيف الأعراض.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
التهاب البروستاتا المزمن الغير بكتيري
هذا النوع من التهاب البروستاتا لا تسببه البكتيريا، وقد يكون له العديد من الأسباب ويصعب علاجه. يمكن أن يحدث في الحالات التالية:
- استمرار الألم المزمن بعد زوال عدوى سابقة في البروستاتا.
- عدم ارتخاء العضلة العاصرة البولية أثناء إفراغ المثانة، مما يؤدي إلى ضغط على الجهاز البولي وتدفّق البول إلى البروستاتا مسبّبًا استجابة التهابية.
- تلف الأعصاب الذي يؤدي إلى فرط نشاط في أعصاب الحوض، مما يسبّب الألم من دون وجود التهاب.
- تلف في الجهاز البولي نتيجة جراحة أو إصابة جسدية.
- التعرّض لضغط نفسي.
- إصابة غدة البروستاتا بكائنات دقيقة غير بكتيرية.
التهاب البروستاتا البكتيري المزمن
ينتج التهاب البروستاتا البكتيري المزمن عن عدوى بكتيرية في البروستاتا. وقد ينجم عن:
- أنواع مختلفة من البكتيريا مثل Klebsiella أو Proteus أو Escherichia coli.
- الكلاميديا.
- بكتيريا تبقى في الجسم على الرغم من العلاج بالمضادات الحيوية لعدوى أخرى، مثل التهاب البروستاتا الحاد أو عدوى المسالك البولية.
وغالبًا ما تكون أعراض التهاب البروستاتا المزمن البكتيري أقل حدة من أعراض التهاب البروستاتا البكتيري الحاد، وقد يلاحظ الشخص الذي سبق أن أصيب بعدوى حادة أن الأعراض تتحسن لكنها لا تختفي تمامًا.
اعراض التهاب البروستاتا المزمن
العرض الرئيسي لالتهاب البروستاتا المزمن هو الألم في الأعضاء التناسلية أو منطقة الحوض، وبالنسبة لبعض الأشخاص، يكون الألم أشبه بوجع مزمن، بينما يشعر آخرون بألم حاد وقوي. قد يكون الألم متقطعًا أو مستمرًا بشكل دائم. وتشمل الأعراض الأخرى لالتهاب البروستاتا المزمن ما يلي:
- التبول المتكرر، بما في ذلك الاستيقاظ عدة مرات ليلاً للتبول.
- التبول المؤلم.
- صعوبة التبول.
- الإلحاح البولي.
- ألم في العجان (المسافة بين كيس الصفن والمستقيم).
- ألم في أسفل الظهر أو المستقيم.
- ألم في القضيب أو ألم في الخصيتين.
- ألم عند القذف.
- صعوبة في القذف.
- علامات عدوى مثل الحمى، والقشعريرة، والغثيان، أو القيء.
وينبغي على أي شخص يعاني من هذه الأعراض مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن، فقد تكون مؤشرًا على حالة صحية أخرى تتطلب اهتمامًا عاجلًا. وإذا تُركت دون علاج، قد تؤدي إلى مضاعفات.
تشخيص التهاب البروستاتا المزمن
يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض التهاب البروستاتا مراجعة الطبيب، فإذا وُجدت عدوى بكتيرية، فإن الحصول على المساعدة الطبية في أسرع وقت ممكن يمكن أن يساعد على منع انتشارها. لتشخيص التهاب البروستاتا، من المرجح أن يقوم الطبيب بما يلي:
- سؤال المريض عن الأعراض.
- الاستفسار عن التاريخ الطبي للشخص.
- إجراء فحص شرجي أو فحص للبروستاتا.
وقد يوصي الطبيب بالمضادات الحيوية إذا اشتبه في أن المشكلة ناجمة عن عدوى بكتيرية. وإذا لم تتحسن الأعراض باستخدام المضادات الحيوية أو لم تكن هناك علامات على وجود عدوى، فقد يوصي الطبيب بإجراء فحوص إضافية، مثل:
- اختبار البول، أو اختبار السائل المنوي، أو اختبار الدم للبحث عن علامات العدوى أو مشكلات البروستاتا الأخرى.
- اختبار البول قبل وبعد تدليك البروستاتا، والذي قد يساعد في تحديد علامات العدوى.
- اختبارات ديناميكية البول لمعرفة مدى كفاءة الجهاز البولي في تخزين وإخراج البول.
- خزعة من البروستاتا، حيث يستخدم الطبيب إبرة لإزالة عينة صغيرة من أنسجة البروستاتا لتحليلها.
- فحص بالموجات فوق الصوتية للبروستاتا أو الإحليل.
- تنظير المثانة، حيث يستخدم الطبيب منظارًا صغيرًا للنظر داخل المثانة أو الإحليل.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
علاج التهاب البروستاتا المزمن
يعتمد علاج التهاب البروستاتا البكتيري المزمن على نوع العدوى التي يتم تشخيصها، وقد تتضمن طرق العلاج:
أدوية التهاب البروستاتا المزمن:
على مدى سنوات عديدة، كانت المضادات الحيوية العلاج الأساسي لالتهاب البروستاتا المزمن، وتشمل المضادات الحيوية الأكثر استخدامًا: تريميثوبريم-سلفا وسيبروفلوكساسين وليفوفلوكساسين، وبسبب صعوبة وصول المضادات الحيوية إلى غدة البروستاتا، يجب إعطاؤها بجرعات عالية ولفترة طويلة، غالبًا لمدة أربعة أسابيع أو أكثر.
وحتى إذا لم تظهر بكتيريا في البول، فقد يظل الطبيب قلقًا من احتمال وجود التهاب بروستاتا بكتيري مزمن. وفي مثل هذه الحالة، قد يصف دورة علاجية بالمضادات الحيوية، وقد يجد بعض الرجال راحة من هذا العلاج. ومع ذلك، في كثير من الحالات، لا تكفي المضادات الحيوية وحدها للقضاء على المشكلة. وتشمل العلاجات الأخرى التي قد تُستخدم:
- أدوية حاصرات ألفا والتي قد تُوصف لإرخاء العضلات التي تتحكم في المثانة، مما قد يخفف من أعراض الإلحاح أو صعوبة بدء التبول أو التنقيط. أما الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا، فقد يلاحظون تحسنًا مشابهًا عند استخدام أدوية تُقلل من حجم البروستاتا.
- مسكنات الألم، والأدوية المضادة للالتهاب، ومرخيات العضلات قد تساعد في تقليل الألم والتشنجات العضلية، كما يجد بعض الرجال راحة عند استخدام الحمامات الدافئة أو برامج الارتجاع البيولوجي المصممة لتقليل التوتر في عضلات الحوض.
وقد ينصح أيضاً بالتقليل من الكافيين والكحول فقد يخففا من تهيّج المثانة والبروستاتا. وأيضاً العلاج الطبيعي الذي يهدف إلى تحرير التوتر في عضلات قاع الحوض. ويوصي بعض الأطباء بتقليل الاحتقان في البروستاتا من خلال زيادة معدل القذف أو تدليك البروستاتا بانتظام.
وغالبًا ما يكون السبب الدقيق للأعراض عند الرجال المصابين بالتهاب البروستاتا المزمن غير واضح، وقد توجد عدة عوامل مساهمة في نفس الوقت. ما قد ينجح كعلاج لرجل معين قد لا يكون فعالًا لرجل آخر يعاني من أعراض مشابهة. وقد يتحسن بعض الرجال من تلقاء أنفسهم أو مع أول علاج يتم تجربته، بينما يستمر آخرون في المعاناة من الأعراض على الرغم من استخدام عدة أنواع من العلاجات.
علاج التهاب البروستاتا المزمن في المنزل:
يمكن أن تساعد بعض العلاجات المنزلية والبديلة في دعم العلاج الطبي لالتهاب البروستاتا المزمن مثل: تمارين كيجل، المعروفة أيضًا بتمارين قاع الحوض، قد تساعد في تحسين صعوبات التبول لدى الأشخاص المصابين بالتهاب البروستاتا المزمن. وتعمل هذه التمارين على تقوية العضلات المحيطة بالمثانة والقضيب، وقد يستغرق الأمر بضعة أشهر قبل أن يلاحظ الشخص النتائج.
تشمل العلاجات المنزلية والبديلة الأخرى التي قد توفر تخفيفًا للأعراض لدى المصابين بالتهاب البروستاتا المزمن ما يلي:
- الوخز بالإبر.
- الارتجاع البيولوجي.
- أخذ حمامات دافئة يومية (حمامات المقعدة أو حمامات الورك).
- تمارين الاسترخاء.
- استخدام زجاجة ماء ساخن أو وسادة حرارية لتطبيق الحرارة على منطقة العجان أو المستقيم.
- العلاجات العشبية، مثل الكيرسيتين، وحبوب لقاح النحل
افضل علاج لالتهاب البروستاتا المزمن
تُعتبر المضادات الحيوية أفل خيار علاجي، ويصف الطبيب المضادات الحيوية إذا بدا أن هناك عدوى بكتيرية. وإذا أظهرت الفحوص سببًا آخر، فسيتم وصف العلاج المناسب وفقًا لذلك. كما يمكن أن تساعد بعض العلاجات المنزلية والبديلة في دعم العلاج الطبي.
هل يختفي التهاب البروستاتا المزمن من تلقاء نفسه؟
قد يزول التهاب البروستاتا الحاد بالمضادات الحيوية، لكنه قد يعود مرة أخرى أو يستمر ويتحوّل إلى التهاب بروستاتا مزمن. وإذا لم يختفِ الالتهاب بعد العلاج الأولي، ينبغي على الشخص التحدث مع طبيبه، حيث سيساعده في إيجاد الحل المناسب.