Skip links
الفرق بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن

ما الفرق بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن؟ اختلافات عديدة

يُعد التهاب البروستاتا من أكثر أمراض البروستاتا شيوعًا بين الرجال، ويظهر في صورتين رئيسيتين التهاب البروستاتا الحاد والتهاب البروستاتا المزمن. ورغم أن كلاهما يرتبط بالتهاب الغدة وتورمها إلا أن هناك اختلافات واضحة بينهما من حيث الأسباب، شدة الأعراض وطرق التشخيص والعلاج. وفي هذا المقال نستعرض بشكل مفصل الفرق بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن، وكيف يمكن التمييز بينهما للحصول على التشخيص والعلاج الصحيح، فاحرصوا على المتابعة.

الفرق بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن

غدة البروستاتا هي غدة بحجم حبة الجوز تقع أسفل المثانة عند الرجال، وتقوم بإنتاج سائلًا يختلط مع الحيوانات المنوية لتكوين السائل المنوي. ونظرًا لأن البروستاتا تحيط بالإحليل وهو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، فإن أي حالة تسبب تضخمها أو التهابها قد تضغط على الإحليل مسببةً ألمًا أو صعوبة في التبول.

والتهاب البروستاتا هو التهاب في غدة البروستاتا، ويُسمى التهاب البروستاتا الحاد عندما تظهر الأعراض فجأة. ويحدث الالتهاب الحاد عادة بسبب عدوى بكتيرية تصل إلى البروستاتا عبر الإحليل أو كمضاعفة لعدوى في المسالك البولية أو بعد أخذ خزعة من البروستاتا. وبعض هذه البكتيريا توجد بشكل طبيعي في الجسم، بينما تنتقل عدوى أخرى عبر الاتصال الجنسي.

وغالبًا ما يُصاب به رجال لديهم بروستاتا طبيعية، ولكن العدوى قد تكون أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر نتيجة تضخم الغدة. ولا توجد علاقة مثبتة بين التهاب البروستاتا وسرطان البروستاتا.

التهاب البروستاتا المزمن:

كما ذكرنا سابقاً غدة البروستاتا هي غدة بحجم حبة الجوز تقع أسفل المثانة وتُنتج سائلًا يختلط مع الحيوانات المنوية لتكوين السائل المنوي. ويحدث التهاب البروستاتا المزمن عندما تبدأ الأعراض تدريجيًا وتستمر لأكثر من بضعة أسابيع. ويوجد عدة أنواع لالتهاب البروستاتا المزمن منها:

  • التهاب البروستاتا البكتيري المزمن: سببه عدوى بكتيرية مستمرة، ويميز بوجود بكتيريا وكريات دم بيضاء في البول. هذه الحالة قليلة الانتشار وتشكل نسبة صغيرة من حالات الالتهاب المزمن.
  • التهاب البروستاتا غير البكتيري المزمن: يتم تشخيصه عندما تكون الأعراض موجودة لكن لا يُكتشف وجود بكتيريا في البول. والسبب غير مفهوم تمامًا، وقد يُلاحظ وجود كريات دم بيضاء، والبعض قد يعاني من عدوى طفيفة لا تُكتشف بالفحوصات الروتينية، لكن معظم الحالات لا يوجد فيها أي عدوى مثبتة.
  • متلازمة آلام الحوض غير الالتهابية المزمنة: يتم تشخيصها عندما تكون الأعراض موجودة من دون أي دليل على عدوى أو التهاب. والسبب غير واضح، ويصيب غالبًا رجالًا شبابًا أصحاء. ويعتقد أن الأسباب تتضمن زيادة الضغط في المسالك البولية، تهيج مناعي أو كيميائي، أو آلام ناشئة من الأعصاب والعضلات في الحوض.

والتهاب البروستاتا المزمن مرض شائع، ويصيب الرجال البالغين من مختلف الأعمار والخلفيات. ويُقدَّر أن حوالي 5% من الرجال يعانون من أعراضه في مرحلة ما من حياتهم. وهو السبب وراء ما يصل إلى 25% من زيارات عيادات أطباء المسالك البولية.

وبعض الرجال قد يُصابون بعدوى مزمنة في البروستاتا من دون أعراض واضحة، وغالبًا تُكتشف أثناء فحص أمراض أخرى مثل تضخم البروستاتا أو العقم. ويعالج الأطباء هذه الحالات عادة بالمضادات الحيوية نفسها المستخدمة لعلاج الالتهاب البكتيري المزمن.

ومن الجدير بالذكر أن العدوى البكتيرية للبروستاتا يمكن أن تسبب أيضًا التهاب البروستاتا الحاد، الذي يبدأ فجأة ويكون مصحوبًا بحمى وأعراض أشد حدة، لكنه أقل شيوعًا من الالتهاب المزمن.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

الفرق بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن: الأعراض

إليكم الاختلاف بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن من ناحية الأعراض:

تشمل الأعراض النموذجية لالتهاب البروستاتا الحاد ما يلي:

  • حرقة أو تقطير أثناء التبول.
  • صعوبة في بدء تدفق البول أو عجز تام عن التبول.
  • عكارة البول أو وجود دم فيه.
  • ألم فوق القضيب، أو في الصفن أو أسفله، أو في الظهر أو المستقيم.
  • الحمى والقشعريرة.
  • أعراض شبيهة بالإنفلونزا مثل آلام العضلات والضعف العام.

بينما أعراض التهاب البروستاتا المزمن قد تتضمن:

  • حرقة أثناء أو بعد التبول.
  • صعوبة في بدء تدفق البول.
  • تقطير بعد الانتهاء من التبول.
  • الحاجة المتكررة أو الملحّة للتبول.
  • الاحساس بعدم إفراغ المثانة بالكامل.
  • ألم فوق القضيب، أو في الصفن أو أسفله، أو في الظهر أو المستقيم.
  • ألم أثناء أو بعد القذف.

وقد تكون الأعراض خفيفة أو بالكاد ملحوظة عند بعض الرجال، بينما يعاني آخرون من أعراض مزعجة تؤثر على العمل، والأنشطة اليومية، والمتعة الجنسية.

الفرق بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن: التشخيص

بعد التعرف على الفرق بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن من حيث الاعراض، يفحص الطبيب غدة البروستاتا عبر إدخال إصبع برفق في المستقيم، وعندما تكون البروستاتا مصابة بعدوى فإنها غالبًا ما تكون متورمة. وعند الضغط الخفيف عليها قد يشعر المريض بألم أو بحاجة ملحّة للتبول، كما يقوم الطبيب بفحص بدني عام للتأكد من ما إذا كانت العدوى قد انتشرت إلى أعضاء أخرى مثل الكليتين.

والخطوة التالية هي فحص عينة من البول للتحقق من وجود مؤشرات العدوى مثل كريات الدم البيضاء والبكتيريا. وفي حالات التهاب البروستاتا الحاد، يحتوي البول عادةً على كريات دم بيضاء. وقد تُجرى أيضًا تحاليل دم لفحص وظائف الكلى، وعدّ كريات الدم، والكشف عن وجود بكتيريا في الدم. وإذا اشتبه الطبيب في أن تضخم البروستاتا يسبب انسدادًا في البول، فقد يطلب إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية (CT).

وعند الاشتباه بالتهاب البروستاتا المزمن، يسأل الطبيب المريض عن الأعراض بالتفصيل، إضافة إلى:

  • التاريخ الطبي العام.
  • الأدوية المستخدمة.
  • كمية الكافيين والكحول التي يستهلكها.
  • احتمال وجود علاقات جنسية قد تزيد من خطر الأمراض المنقولة جنسيًا، حيث إن بعض هذه الأمراض قد تُشبه أعراض التهاب البروستاتا.

بعد ذلك، يفحص الطبيب غدة البروستاتا عبر المستقيم باستخدام إصبع مُغطى بالقفاز ومُزلق، وقد تكون الغدة متورمة أو متصلبة أو مؤلمة، وقد تبدو طبيعية. وعند الضغط عليها قد يشعر المريض بألم أو حاجة ملحّة للتبول. ثم يتم فحص عينة بول للبحث عن كريات دم بيضاء وبكتيريا، وغالبًا يطلب الطبيب عينات منفصلة من البول قبل وبعد فحص البروستاتا. وتختلف النتائج بحسب نوع الالتهاب المزمن:

  • التهاب البروستاتا البكتيري المزمن: يظهر البول كريات دم بيضاء وبكتيريا، خصوصًا بعد الضغط على البروستاتا، وعادةً تكون البكتيريا مشابهة لتلك التي تُسبب عدوى المسالك البولية.
  • التهاب البروستاتا غير البكتيري: يحتوي البول بعد تدليك البروستاتا على كريات دم بيضاء لكن دون وجود بكتيريا، وتكون مزرعة البول طبيعية.
  • آلام الحوض غير الالتهابية: تكون عينة البول صافية حتى بعد الضغط على البروستاتا.

وفي معظم الحالات يكون هذا التقييم كافيًا لتشخيص التهاب البروستاتا المزمن وبدء العلاج، أما في حال وجود أعراض غامضة أو غير معتادة، فقد يبحث الطبيب في تشخيصات أخرى مثل التهاب المثانة الخلالي، التهاب الإحليل، تضخم البروستاتا الحميد، أو سرطان البروستاتا. وفي مثل هذه الحالات قد يوصي الطبيب بفحوص إضافية للدم أو البول، تصوير بالموجات فوق الصوتية للبروستاتا، تنظير المثانة (Cystoscopy)، أو أخذ خزعة من البروستاتا بالإبرة.

ارسل لنا استفسارك على الواتس اب

الفرق بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن: العلاج

يُعالج التهاب البروستاتا الحاد عادة بالمضادات الحيوية. وفي الحالات الشديدة يتم إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الوريد. أما في الحالات الأقل شدة يمكن تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم. ونظرًا لصعوبة وصول المضادات الحيوية من مجرى الدم إلى أنسجة البروستاتا، غالبًا ما تُوصف هذه الأدوية لمدة 3 أسابيع أو أكثر.

وإذا كانت الحالة شديدة، قد يقوم الطبيب بإدخال المريض إلى المستشفى لإعطائه مضادات حيوية وريدية وسوائل، مع مراقبة العلامات الحيوية. وعادةً ما تكون الإقامة لبضعة أيام فقط. إذا كانت البروستاتا متورمة جدًا، فقد يحتاج المريض إلى قسطرة بولية لتصريف البول، وقد تبقى القسطرة في مكانها حتى أسبوع. ومع السيطرة على العدوى، يستعيد المريض قدرته الطبيعية على التبول.

علاج التهاب البروستاتا المزمن:

على مدى سنوات طويلة كانت المضادات الحيوية العلاج الأساسي لالتهاب البروستاتا المزمن، خصوصًا أدوية مثل:

  • تريميثوبريم-سلفا Trimethoprim-sulfa
  • سيبروفلوكساسينCiprofloxacin
  • ليفوفلوكساسين Levofloxacin

وبسبب صعوبة وصول المضادات الحيوية إلى البروستاتا، غالبًا ما تُعطى بجرعات عالية ولفترات طويلة (4 أسابيع أو أكثر). وحتى في حال عدم ظهور بكتيريا في البول، قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا للاشتباه بعدوى مزمنة غير مكتشفة. بعض المرضى قد يتحسنون بالعلاج، لكن في كثير من الحالات لا تكفي المضادات وحدها للقضاء على المشكلة.

وتوجد خيارات علاجية أخرى لالتهاب البروستاتا المزمن، وقد تشمل:

  • أدوية حاصرات ألفا لارتخاء عضلات المثانة وتخفيف الأعراض مثل صعوبة بدء التبول أو التقطير.
  • أدوية تقلص حجم البروستاتا
  • مسكنات الألم، مضادات الالتهاب، ومرخيات العضلات لتخفيف الألم والتشنجات.
  • الحمامات الدافئة أو برامج الارتجاع البيولوجي لتقليل توتر عضلات الحوض.
  • تقليل الكافيين والكحول لتقليل تهيج المثانة والبروستاتا.
  • العلاج الطبيعي لاستهداف توتر عضلات قاع الحوض.
  • تفريغ البروستاتا بانتظام إما عبر القذف المتكرر أو التدليك.

ومن المهم معرفة أن أسباب التهاب البروستاتا المزمن ليست واضحة دائمًا، وقد تتعدد العوامل المسببة، وما يُفيد مريضًا قد لا يكون فعّالًا مع آخر، فبعض الرجال قد يتحسنون بالعلاج الأول، بينما يستمر آخرون في مواجهة الأعراض رغم تجربة عدة خيارات.

في النهاية، فإن التفرقة بين التهاب البروستاتا الحاد والمزمن أمر ضروري للحصول على التشخيص الصحيح واختيار خطة العلاج الأنسب. وإهمال الأعراض أو الاعتماد على التقدير الذاتي قد يؤدي إلى مضاعفات أكبر تؤثر على صحتك، لذلك، إذا كنت تعاني من أعراض مرتبطة بالبروستاتا أو غير متأكد من طبيعة حالتك، لا تتردد في حجز موعد مع الدكتور كريم عمر، استشاري أمراض الذكورة والمسالك البولية، لتلقي الكشف الدقيق والتشخيص الصحيح الذي يساعدك على الوصول إلى أفضل علاج.

Appointment Form

اترك تعليقاً

حجز العيادات