ظهور الصديد في البول قد يكون علامة مفاجئة ومقلقة للكثيرين، خاصةً عندما يصاحبه ألم أو تغير في لون البول أو رائحة غير معتادة. لكن ما المقصود بالصديد فى البول بالتحديد؟ وهل يعني دائمًا وجود التهاب؟ وهل يمكن أن يكون مؤشرًا على مشكلة صحية أكثر خطورة؟
في هذا المقال، نأخذك في جولة طبية مبسطة لفهم أسباب وجود الصديد في البول، متى يجب القلق، وأعراض أخرى قد تكون مصاحبة للحالة، بالإضافة إلى أضرار تلك المشكلة المحتملة وطرق العلاج الفعّالة، فاحرصوا على المتابعة.
ما المقصود بالصديد في البول؟
الصديد في البول (بالإنجليزية Pyuria) هو حالة تُوجد فيها كميات مرتفعة من خلايا الدم البيضاء (الكريات البيضاء) أو الصديد داخل البول. والصديد هو سائل سميك وذو لون غير طبيعي (أبيض، أصفر، وردي، أو أخضر) ينتجه الجسم لمحاربة العدوى. ويتكوّن من كريات دم بيضاء، أنسجة ميتة، وبكتيريا. ويُشخَّص وجود الصديد في البول عند وجود 10 خلايا دم بيضاء أو أكثر في كل مليمتر مكعب من البول.
ويمكن لأي شخص أن يُصاب بالصديد في البول، ويُعتبر الصديد في البول حالة شائعة، وغالبًا ما يرتبط بوجود عدوى في المسالك البولية (UTI). هذه العدوى شائعة جدًا، حيث يُعالج ما بين 8 إلى 10 ملايين شخص سنويًا من قبل الأطباء بسببها.
وحوالي 14% من النساء و2.6% من الرجال يُصابون بنوع من الصديد في البول يُعرف باسم Sterile pyuria، والذي غالبًا ما يكون نتيجة عدوى أو مرض منقول جنسيًا (STD أو STI).
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
أسباب الصديد في البول
تُعد عدوى المسالك البولية (UTI) السبب الأكثر شيوعًا للصديد في البول. لكن هناك أسباب أخرى محتملة، منها:
- البيلة القيحية المعقمة Sterile pyuria (وجود أعراض دون وجود بكتيريا).
- الأمراض المنقولة جنسيًا مثل: الكلاميديا، السيلان، الهربس التناسلي، فيروس الورم الحليمي البشري، الزهري، التريكوموناس، المايكوبلازما، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- العدوى الفيروسية مثل: الأدينوفيروس، فيروس BK polyomavirus، والفيروس المضخم للخلايا (CMV).
- متلازمة المثانة المؤلمة.
- التهابات الحوض.
- العدوى داخل البطن.
- الالتهاب الرئوي.
- الإنتان (تسمم الدم).
- التهاب المثانة الإشعاعي.
- الأجسام الغريبة في المسالك البولية.
- الناسور البولي.
- أمراض الكلى الداخلية.
- رفض زراعة الكلى.
- السل.
- مرض الكلى المتعدد الكيسات.
- حصى الكلى.
- العدوى الفطرية.
- أمراض المناعة الذاتية مثل مرض كاواساكي.
- استخدام طويل الأمد لبعض الأدوية مثل:
- المضادات الحيوية من فئة البنسلين.
- الأسبرين.
- مدرات البول.
- أولسالازين (Olsalazine).
- نيتروفورانتوين (Nitrofurantoin).
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين.
- مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitors).
أعراض الصديد في البول
الأعراض الأكثر شيوعًا هي بول غائم أو وجود صديد مرئي في البول. وإذا كان الصديد ناتجًا عن عدوى في المسالك البولية، فقد تظهر أعراض إضافية مثل:
- ألم في الخاصرة، البطن أو منطقة الحوض.
- شعور بالضغط في أسفل الحوض.
- الحاجة المتكررة للتبول.
- الشعور المفاجئ بضرورة التبول (إلحاح).
- تسرب البول (سلس بول).
- ألم أثناء التبول (عسر التبول).
- وجود دم في البول (بيلة دموية).
- الحمى.
- الغثيان والقيء.
إذا كان الصديد في البول نتيجة عدوى في المسالك البولية، فقد تكون رائحة البول كريهة تشبه رائحة الأمونيا، وهي رائحة قوية ومزعجة يمكن أن تُهيّج الأغشية المخاطية في الأنف.
أضرار صديد البول
إذا تُرك الصديد دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، فمعظم الحالات ناتجة عن عدوى يمكن أن تنتشر في الجسم. وقد تؤدي العدوى غير المعالجة إلى:
- تسمم الدم.
- فشل الأعضاء.
- تلف دائم في الكلى، وهو أحد المخاطر الرئيسية لعدوى المسالك البولية غير المعالجة.
وفي الحالات الشديدة، قد تكون الإصابة مميتة. كذلك، قد يؤدي التشخيص الخاطئ إلى تعقيد العلاج. في بعض الأحيان، قد يؤدي استخدام المضادات الحيوية لعلاج الصديد إلى تفاقم الحالة، خاصة إذا كانت الأعراض ناتجة عن التهاب وليس عدوى بكتيرية.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
علاج الصديد في البول
يعتمد العلاج على السبب الأساسي للصديد، ففي معظم الحالات، تكون العدوى البكتيرية في المسالك البولية هي السبب، ويشمل العلاج دورة قصيرة من المضادات الحيوية، مثل:
- ترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-Sulfamethoxazole)
- نيتروفورانتوين (Nitrofurantoin)
- المضادات الحيوية تُستخدم أيضًا لعلاج الأمراض المنقولة جنسيًا والسل.
وإذا لم تتحسن الحالة بعد استكمال دورة المضادات الحيوية، فقد يكون هناك سبب أعمق وأكثر خطورة. وفي بعض الحالات، يكون سبب الصديد هو دواء يتناوله المريض، وفي هذه الحالة قد يتم علاج الصديد من خلال التوقف عن تناول الدواء المسبب. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب دائمًا قبل التوقف عن أي دواء.
الوقاية من صديد البول
في معظم الحالات، يمكن الوقاية من الصديد عن طريق الوقاية من التهابات المسالك البولية. وإليك بعض النصائح:
- المحافظة على النظافة الشخصية، فعلى النساء المسح من الأمام إلى الخلف بعد التبول أو التبرز. يجب أيضًا تغيير الفوط الصحية والسدادات القطنية بانتظام. ومن الجيد غسل الجلد حول المهبل والشرج بالماء النظيف، ويمكن استخدام صابون لطيف وغير معطر.
- شرب كميات كافية من السوائل حيث يساعد شرب الماء والسوائل على “غسل” البكتيريا من المسالك البولية.
- تغيير الملابس الداخلية بانتظام ويُفضَّل ارتداء الملابس الفضفاضة التي تُبقي المنطقة التناسلية جافة، لأن البيئة الرطبة تساعد على نمو البكتيريا. الملابس الداخلية القطنية تمتص الرطوبة، أما تلك المصنوعة من ألياف صناعية فتساعد على طرد الرطوبة.
- التبول بعد العلاقة الجنسية حيث يساعد التبول بعد الجماع على طرد البكتيريا.
- استخدام الواقي الذكري حيث يقلل من خطر الإصابة بعدوى منقولة جنسيًا عن طريق تقليل تبادل السوائل الجسدية.
- إجراء فحوصات للأمراض المنقولة جنسيًا فالفحص المبكر يمنع انتقال العدوى، ومن الأفضل لك ولشريكك إجراء اختبار قبل بدء العلاقة الجنسية.
- معرفة أعراض الأمراض المنقولة جنسيًا، فإذا لاحظت أي أعراض، تواصل مع طبيب متخصص فورًا.
هل صديد البول خطير؟
إذا تُرك الصديد في البول بدون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة:
- العدوى يمكن أن تنتشر في الجسم وتُسبب تسمم الدم أو فشل الأعضاء.
- قد يحدث تلف دائم في الكلى بسبب التهابات المسالك البولية غير المُعالجة.
- الحالات الشديدة من الصديد غير المُعالج قد تكون قاتلة.
وقد يؤدي التشخيص الخاطئ إلى تأخر العلاج المناسب، مما يزيد الحالة سوءًا، خاصة إذا تم استخدام مضادات حيوية في حالات ناتجة عن التهابات غير بكتيرية.
الصديد في البول أثناء الحمل
إذا كنتِ حاملًا، قد يظهر الصديد في فحص البول الروتيني، وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو مقلقًا، فإن الصديد في البول خلال الحمل أمر شائع. وقد يحدث بسبب زيادة الإفرازات المهبلية.
وإذا أظهر التحليل وجود صديد، سيحتاج الطبيب لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب، فعلى الرغم من أن الإفرازات المهبلية قد تُؤثر على نتائج تحليل البول، من الضروري التأكد من عدم وجود التهاب في المسالك البولية أو نوع آخر من العدوى.
وعادةً لا يكون الصديد مدعاة للقلق أثناء الحمل. ولكن، إذا تم تشخيصه بشكل خاطئ أو تُرك دون علاج، فقد يُعرّض الأم والجنين لخطر المضاعفات، مثل:
- الولادة المبكرة.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة.