تُعد امراض المسالك البولية من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، حيث تصيب الرجال والنساء على حد سواء بمختلف الأعمار. تبدأ هذه الأمراض غالبًا بالتهابات بسيطة في المثانة أو الإحليل، لكنها قد تتطور إلى التهابات أشد خطورة مثل التهابات الكلى إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح. وتختلف أنواع امراض المسالك البولية، ولكل منها أعراضه ومضاعفاته الخاصة. ومن حسن الحظ أن التشخيص المبكر واتباع العلاج المناسب، يساعدان بشكل فعّال في الشفاء والوقاية من المضاعفات، تعرفوا من الفقرات التالية على كل ما يجب معرفته عن تلك الأمراض أو الالتهابات ومعلومات أخرى تهم صحكتم.
ما هي امراض المسالك البولية؟
امراض المسالك البواية أو عدوى المسالك البوية هي عدوى تحدث عندما تدخل الجراثيم (البكتيريا) إلى الجهاز البولي وتتسبب في حدوث التهاب، والجهاز البولي هو النظام المسؤول عن إنتاج البول وإخراجه من الجسم، ويتكوّن من المثانة والكليتين والأنابيب التي تربط بينهما.
ومعظم التهابات المسالك البولية تكون في المثانة، وعادةً لا تكون خطيرة إذا تم علاجها بسرعة، ولكن في حال إهمال علاج التهاب المثانة، قد تنتقل العدوى إلى الكلى. والتهاب الكلى يُعتبر حالة خطيرة قد تُسبب ضررًا دائمًا.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
أعراض امراض المسالك البولية
تختلف أعراض امراض المسالك البولية حسب مكان العدوى، فأعراض عدوى المسالك البولية في المثانة تشمل:
- ألم أو حرقة عند التبول.
- الحاجة المتكررة للتبول، لكن عادةً ما يخرج القليل فقط من البول.
- ألم في أسفل البطن.
- بول عكر أو وردي اللون أو أحمر اللون، أو له رائحة كريهة.
أما أعراض عدوى المسالك البولية في الكلى تشمل:
- ألم في الخاصرة، يُشعر به أسفل القفص الصدري وفوق الخصر في أحد جانبي الظهر أو كليهما.
- الحمى والقشعريرة.
- الغثيان والقيء.
وبعض الأشخاص لديهم بكتيريا في المسالك البولية من دون ظهور أي أعراض، وتسمى هذه الحالة بكتيريا بولية لا عرضية، وقد تؤدي أحيانًا إلى عدوى تسبب أعراضًا، ولكن في كثير من الحالات لا يحدث ذلك وتختفي من تلقاء نفسها دون علاج. وهناك عدة حالات أخرى، مثل التهابات المهبل أو المثانة مفرطة النشاط، يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة لتلك الأعراض الخاصة بعدوى المسالك البولية.
اقرأ أيضاً: كيف تختار دكتور مسالك بولية جيد؟ ومن أفضل دكتور؟
أسباب امراض المسالك البولية
البكتيريا التي تدخل الإحليل وتصعد عبر المسالك البولية هي السبب المعتاد لامراض السالك البولية أو التهابات المسالك البولية. والبكتيريا التي تعيش عادةً في الأمعاء الغليظة والموجودة في البراز هي المصدر الأكثر شيوعًا للعدوى.
وقد يؤدي الجماع إلى انتقال البكتيريا إلى المسالك البولية، ويحدث هذا غالبًا عند النساء. كما أن القسطرة تُعتبر مصدرًا شائعًا للعدوى لدى الأشخاص الموجودين في المستشفيات أو المقيمين في دور الرعاية طويلة الأمد. والقسطرة أنبوب صغير ومرن يُدخل في المثانة للسماح بتصريف البول.
وأحيانًا تنتقل البكتيريا عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي مسببة التهابات في الكلى أو المثانة. وتُعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات المثانة من الرجال، ويرجع ذلك غالبًا إلى أن الإحليل عند النساء أقصر، مما يُسهّل انتقال الجراثيم إلى المثانة.
وتزداد احتمالية الإصابة بالعدوى إذا كنت مصابًا بالسكري أو كنتِ حاملًا، كما يزداد خطر الإصابة بالتهاب المثانة في حال وجود أي مشكلة تعيق تدفق البول من المثانة، مثل حصوات الكلى، تضخم البروستاتا، أو وجود مشكلة هيكلية في المسالك البولية. والنساء اللواتي يُصبن بالتهابات متكررة في المسالك البولية قد يكنّ قد ورثن جينات تجعلهن أكثر عرضة لهذه العدوى.
أنواع امراض المسالك البولية
هناك ثلاثة أنواع مختلفة من التهابات أو امراض المسالك البولية، ويعتمد نوع العدوى على الجزء المصاب من الجهاز البولي:
- التهاب الإحليل (Urethritis): عدوى في الإحليل، وهو الأنبوب المجوف الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم.
- التهاب المثانة (Cystitis): عدوى بكتيرية في المثانة، غالبًا ما تنتقل إليها البكتيريا من الإحليل.
- التهاب الكلى (Pyelonephritis): عدوى في الكلى تحدث عادةً نتيجة انتشار العدوى من الأسفل إلى الأعلى عبر الجهاز البولي، أو بسبب انسداد في المسالك البولية. يسبب الانسداد ارتجاع البول إلى الحالبين والكليتين.
ومن المهم التعرف على الأعراض الشائعة لالتهابات المسالك البولية لمعرفة الوقت المناسب لمراجعة الطبيب. وتشمل أبرز الأعراض كما ذكرنا سابقاً:
- التبول المتكرر.
- الإحساس بالحرقة أو الألم عند التبول.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
تشخيص امراض المسالك البولية
إذا ظهرت لديك أعراض التهاب المسالك البولية، فإن الزيارة الأولى للطبيب ستشمل عادةً ما يلي:
- طرح أسئلة عن تاريخك الصحي.
- إجراء فحص سريري.
- تحليل البول (Urinalysis): وهو فحص يقيس مكونات البول المختلفة للمساعدة في اكتشاف العدوى.
ولتأكيد التشخيص، قد يطلب الطبيب عينة من البول لفحصها والتأكد من وجود البكتيريا المسببة لالتهاب المثانة، ولكن في بعض الحالات، إذا اشتبه الطبيب في الإصابة بعدوى المسالك البولية، قد يبدأ العلاج بالمضادات الحيوية مباشرةً قبل ظهور نتائج الفحوصات.
وقد يطلب الطبيب فحوصات إضافية في حال:
- عدم الاستجابة للمضادات الحيوية.
- تكرار العدوى.
- وجود مضاعفات.
- الاشتباه في إصابة الكلى.
وتُستخدم هذه الفحوصات للأسباب التالية:
- البحث عن سبب العدوى المستمرة أو المتكررة.
- فحص وجود مشكلات في الكلى.
- تشخيص العيوب أو المشكلات الهيكلية في الجهاز البولي التي تزيد احتمالية الإصابة بالتهابات.
- معرفة ما إذا كانت العدوى ناجمة عن بكتيريا غير معتادة.
- التحقق من ضعف الجهاز المناعي.
وإذا كنت تعاني من التهابات متكررة في المسالك البولية، قد يصف لك الطبيب مضادًا حيويًا دائمًا يمكنك صرفه دون مراجعة كل مرة، لتبدأ العلاج مباشرة عند ظهور الأعراض. وقد يُنصح أيضًا باستخدام اختبار منزلي للتأكد من وجود عدوى قبل البدء بالمضاد الحيوي.
علاج امراض المسالك البولية
أهداف علاج التهابات المسالك البولية تتمثل في تخفيف الأعراض، القضاء على العدوى، منع تكرارها، والوقاية من المضاعفات الخطيرة مثل تلف الكلى أو تسمم الدم. أما في النساء الحوامل، فيهدف العلاج إلى حماية الأم والجنين معًا.
وتعالج معظم حالات التهابات المسالك البولية أو امراض المسالك البولية بالمضادات الحيوية، ويجب تناول الدواء تمامًا كما وصفه الطبيب وعدم التوقف عنه عند الشعور بالتحسن، بل يجب إكمال الجرعة كاملة حتى لا تعود العدوى.
وعلاج التهابات المثانة عادةً يتضمن مزيجًا من المضادات الحيوية والعلاج المنزلي، والعلاج المنزلي يشمل شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل، والتبول بشكل متكرر، مع الحرص على إفراغ المثانة بالكامل في كل مرة. ولا حاجة لفحوصات إضافية إذا تحسنت الأعراض.
أما في حالة علاج التهابات الكلى، غالبًا ما تُعالج بالمضادات الحيوية الفموية. وفي بعض الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض إلى البقاء فترة قصيرة في المستشفى وتلقي مضادات حيوية عبر الوريد، خاصة إذا كان شديد المرض أو يعاني من القيء الذي يمنعه من تناول الدواء بالفم. عادةً تكون التهابات الكلى أكثر خطورة من التهابات المثانة.
في حالة الالتهابات المتكررة:
- إذا لم تتحسن العدوى بعد المضاد الحيوي، يلزم إجراء تقييم إضافي وتغيير العلاج.
- غالبًا ما تكون العدوى المتكررة عدوى جديدة وليست عودة للعدوى القديمة.
- النساء اللواتي يعانين من التهابات مثانة متكررة قد يُعالجن بمضادات حيوية وقائية.
- التهابات المسالك البولية المتكررة عند الرجال عادة ما تشير إلى التهاب البروستاتا، وهو مرض قد يصعب علاجه ويتطلب متابعة دورية.
- في حال وجود التهاب كلى حاد أو مضاعفات ناتجة عن التهاب المثانة أو الكلى، قد تكون هناك حاجة إلى رعاية في المستشفى.
امراض المسالك البولية ليست مشكلة بسيطة يمكن إهمالها، بل تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة لتجنّب تطورها إلى مضاعفات أخطر مثل تلف الكلى أو العدوى المتكررة. إذا كنت تعاني من أعراض مثل الحرقان أثناء التبول، تكرار الحاجة لدخول الحمام، أو آلام في أسفل البطن أو الخاصرة، فلا تتردد في حجز موعد مع الدكتور كريم عمر، استشاري أمراض الذكورة والمسالك البولية بخبرة تتجاوز 15 عامًا، لتلقي التشخيص السليم والعلاج الأمثل الذي يحافظ على صحتك وجودة حياتك.
