تأخر الحمل من الأمور التي تدفع الكثير من الأزواج إلى البحث عن الأسباب والحلول الطبية، وغالبًا ما تكون تحاليل العقم هي الخطوة الأولى نحو فهم الوضع بدقة. وتساعد هذه التحاليل على تقييم الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء، من خلال فحوصات شاملة بحسب كل حالة.
وفي هذا المقال، نوضح ما هي تحاليل العقم؟ وكيف تُجرى؟ وما الفحوصات المخصصة لكل من النساء والرجال؟ كما نسلّط الضوء على الخطوات التالية بعد ظهور النتائج، وأهمية المتابعة مع الطبيب المتخصص، فاحرصوا على المتابعة بدقة.
ما هي تحاليل العقم؟
تُستخدم تحاليل العقم لمساعدة الأطباء على فهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تأخر الحمل، وتحديد أفضل الطرق لعلاج المشكلة. ويوصي المتخصصون في مشاكل الخصوبة عادةً بإجراء هذه الفحوصات في الحالات التالية:
- إذا كنت تحت سن 35 عامًا ولم يحدث حمل بعد عام كامل من الجماع غير المحمي.
- إذا كنت فوق سن 35 عامًا ولم يحدث حمل بعد 6 أشهر من الجماع غير المحمي.
- إذا كانت دورتكِ الشهرية غير منتظمة (أكثر من 35 يومًا بين كل دورة والأخرى).
أنواع تحاليل العقم
هناك أنواع متعددة من الفحوصات، وتختلف حسب الحالة:
- تحاليل يمكن إجراؤها في المنزل: تركز على معرفة ما إذا كانت المرأة في فترة التبويض، وتحديد الأيام التي تكون فيها الخصوبة في أعلى مستوياتها خلال الشهر.
- تحاليل تُجرى داخل العيادة: تُستخدم لمعرفة السبب الدقيق لتأخر الحمل، وتساعد الطبيب في اختيار أنسب طرق العلاج.
والتقييم المبدئي الذي يُجريه الطبيب يشمل:
- تاريخ الدورة الشهرية ومدى انتظامها
- التاريخ الطبي النسائي والرجالي، بما في ذلك وجود حمل سابق
- التاريخ الصحي العام، مثل العمليات الجراحية أو الأمراض المزمنة
- الأدوية التي يتم تناولها بانتظام
- استهلاك الكافيين والكحول
- بيئة العمل (وخاصة التعرض للمواد الكيميائية أو السامة)
- التاريخ الجنسي وعدد مرات الجماع
وبعد جمع هذه المعلومات، يقوم الطبيب المختص بتحديد التحاليل الأنسب بناءً على حالتك الفردية. ويجب التنويه إلى أنه لا يوجد اختبار واحد فقط يمكنه تحديد سبب العقم، بل يتم الاعتماد على مجموعة من الفحوصات التشخيصية المتكاملة للحصول على تقييم دقيق.
كيف تعمل تحاليل العقم؟
يعتمد عمل تحاليل العقم على نوع الفحص المطلوب، فبعض التحاليل تعتمد على سحب عينة دم، بينما تتطلب تحاليل أخرى الفحص بالأشعة أو التصوير الطبي، وفي كثير من الحالات يتم الجمع بين النوعين للحصول على تقييم شامل.
وفي بعض الحالات، قد يتمكن الطبيب من تحديد سبب العقم من خلال اختبار واحد فقط، لكن في حالات أخرى قد يتطلب الأمر مجموعة من الفحوصات المتتابعة للوصول إلى تشخيص دقيق. الاختبارات المناسبة لكل شخص تعتمد على عدة عوامل، منها:
- الجنس (ذكر أو أنثى)
- التاريخ الصحي
- التاريخ الجنسي
ويقوم الطبيب المختص بشرح الفحوصات المناسبة لحالتك، وآلية عمل كل منها، وطريقة التحضير لها، بالإضافة إلى الخيارات العلاجية المتاحة بناءً على نتائج التحاليل.
تحاليل العقم عند النساء
تتعدد الفحوصات التي يمكن أن تُجرى للنساء لتشخيص سبب تأخر الحمل، ويختار الطبيب المناسب منها حسب الحالة. إليك أهم تحاليل العقم التي تُجرى للنساء:
تحاليل الدم الخاصة بالخصوبة:
بعض الاختلالات الهرمونية قد تؤثر على إنتاج ونضج البويضات، لذلك يتم إجراء تحليل للهرمونات في أوقات محددة من الدورة الشهرية. ومن أهم الهرمونات التي يتم فحصها:
- هرمون البروجستيرون
- هرمون الإستراديول
- الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH)
- هرمون البرولاكتين (البرولاكتين المرتفع قد يعيق التبويض)
اختبار مخزون المبيض (Ovarian Reserve Testing):
يُعرف أيضًا باختبار الهرمون المضاد لمولّر (AMH)، ويشمل:
- تحليل دم لقياس هرمون AMH
- فحص Antral Follicle Count بالموجات فوق الصوتية لقدير عدد البويضات المتبقية مقارنة بالنساء في نفس العمر. يُستخدم هذا التحليل عادةً مع من يخططن لإجراء التلقيح الصناعي (IVF)، وليس ضروريًا لكل حالات العقم.
الفحوصات الجينية:
يُستخدم للكشف عن أي تحورات وراثية قد تؤثر على الخصوبة أو تزيد من خطر الإجهاض أو العقم.
الموجات فوق الصوتية للحوض (Pelvic Ultrasound):
تُعرف أيضًا بالسونار، وتُستخدم لرؤية الرحم والمبيضين بوضوح. تساعد في تشخيص:
- الأورام الليفية
- تكيس المبايض
- أي تشوهات هيكلية أخرى في الجهاز التناسلي
تصوير الرحم بالموجات الصوتية:
اختبار تصويري يتم فيه إدخال سائل إلى الرحم، مع استخدام الموجات فوق الصوتية لرؤية الداخل بدقة أكبر، مما يساعد في تشخيص مشاكل مثل الزوائد أو الالتصاقات أو التشوهات الرحمية.
تصوير الرحم وقناتي فالوب بالأشعة:
يتم خلاله استخدام مادة صبغية وتصوير بالأشعة لرؤية الرحم وقناتي فالوب. يساعد في تحديد ما إذا كانت الأنابيب مسدودة، وهي من أكثر أسباب العقم شيوعًا.
منظار الرحم:
يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا مضيئًا (المنظار الرحمي) عبر عنق الرحم إلى داخل الرحم لفحص بطانته، واكتشاف أي مشاكل مثل الزوائد أو الالتصاقات أو التشوهات.
تحاليل العقم عند الرجال
عند تقييم خصوبة الرجل يطلب الأطباء عدة تحاليل تساعد في تحديد سبب تأخر الإنجاب، سواء كان متعلقًا بعدد الحيوانات المنوية أو جودتها أو بسبب مشاكل هرمونية أو وراثية. وفيما يلي أهم تحاليل العقم التي تُجرى للرجال:
تحليل السائل المنوي:
يُعد تحليل السائل المنوي من أهم وأشهر التحاليل الخاصة بخصوبة الرجل. يُقيّم هذا التحليل:
- عدد الحيوانات المنوية
- شكلها
- حركتها
- نسبة السائل المنوي
- وجود خلايا غير طبيعية أو التهابات
ويساعد التحليل في تحديد ما إذا كانت جودة الحيوانات المنوية كافية لحدوث الحمل أم لا.
تحاليل الدم الهرمونية:
إذا أظهر تحليل السائل المنوي وجود مشاكل، قد يطلب الطبيب فحوصات دم لقياس مستويات بعض الهرمونات الأساسية المرتبطة بعملية إنتاج الحيوانات المنوية، مثل:
- هرمون التستوستيرون
- الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH)
- الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH)
- البرولاكتين
- الإستراديول
- الهرمون المنبه للحويصلات (FSH)
وهذه الهرمونات تلعب دورًا مهمًا في تنظيم عمل الخصيتين وإنتاج الحيوانات المنوية.
الفحص الجيني:
في بعض الحالات، يمكن أن تُؤثر الطفرات أو التحورات الجينية على خصوبة الرجل، لذلك يُجرى تحليل جيني للكشف عن وجود تغيّرات في الجينات المرتبطة بالعقم أو الأمراض الوراثية.
التصوير بالموجات فوق الصوتية للخصيتين:
إذا أظهر تحليل السائل المنوي وجود مشكلات أو شك الطبيب في وجود سبب عضوي، يتم إجراء تصوير للخصيتين وكيس الصفن باستخدام الموجات فوق الصوتية للكشف عن:
- دوالي الخصية
- الأورام
- انسدادات في القنوات الناقلة
- تكيسات أو التهابات
تحليل البول بعد القذف:
يُستخدم هذا التحليل للكشف عن وجود حيوانات منوية في البول، وهو ما قد يشير إلى حالة تُعرف بالقذف العكسي، حيث يرجع السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من الخروج عبر القضيب.
هل العقم يبان في تحليل الدم؟
يمكن أن تساعد تحاليل الدم في الكشف عن بعض الأسباب المرتبطة بالعقم، خاصةً عند النساء، فعلى سبيل المثال يُستخدم تحليل هرمون البروجستيرون لمعرفة ما إذا كانت المرأة تقوم بلإطلاق بويضة خلال الدورة الشهرية، ويتم توقيت هذا التحليل بحسب مدى انتظام الدورة الشهرية.
وإذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، فقد يُجري الطبيب تحاليل لقياس هرمونات تُعرف باسم الهرمونات المنشطة للغدد التناسلية وهي تشمل الهرمون المنبه للحويصلات (FSH) والهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH). وهذه الهرمونات تساعد في تحفيز المبيضين على إنتاج البويضات، وقياس مستوياتها يُعطي مؤشراً على كفاءة عمل المبيضين.
ويمكن القول أن تحاليل الدم لا تُشخص العقم بشكل كامل بمفردها، لكنها تُستخدم كجزء من مجموعة فحوصات لتقييم الخصوبة وتحديد ما إذا كان هناك خلل هرموني قد يؤثر على حدوث الحمل.
اقرأ أيضاً: أهم الأسئلة الشائعة الخاصة بالعقم وإجاباتها
ما بعد تحاليل الخصوبة
إذا أظهرت نتائج تحاليل العقم وجود أي مؤشرات غير طبيعية، سيقوم الطبيب المختص بمناقشة الخطوات التالية معك. وقد تختلف هذه الخطوات من حالة إلى أخرى، فبعض الأشخاص قد يحتاجون إلى فحوصات إضافية قبل البدء في العلاج، بينما قد يتمكن آخرون من البدء بالعلاج مباشرةً.
ومن المهم التذكر أن النتائج غير الطبيعية لا تعني نهاية الطريق، فحدوث الحمل بشكل طبيعي قد يكون صعبًا في بعض الحالات، ولكن لا يزال هناك خيارات متعددة للمساعدة على الإنجاب مثل:
- التلقيح الصناعي داخل الرحم (IUI)
- الإخصاب المجهري أو أطفال الأنابيب (IVF)
ويقوم الطبيب المختص بشرح الخيارات المناسبة لحالتك، ويوفر الموارد والمعلومات اللازمة، إلى جانب الدعم النفسي والطبي خلال رحلة العلاج.
وفي الختام يمكن القول لأن تحاليل العقم تُعد أداة تشخيصية بالغة الأهمية لفهم أسباب تأخر الإنجاب وتحديد أنسب خيارات العلاج، وقد تُظهر النتائج وجود خلل بسيط يمكن التعامل معه بسهولة، أو حاجة إلى تدخل طبي متخصص، مثل التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري.
ومهما كانت نتيجة الفحوصات، من المهم ألا تفقد الأمل. فمع تطور الطب ووجود العديد من الحلول، أصبحت فرص الحمل أكبر من أي وقت مضى.
إذا كنتِ أو كنتَ تبحث عن تشخيص دقيق ومتابعة متخصصة لحالتك، فإن الدكتور كريم عمر، أستاذ جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم، يقدم لك الدعم الطبي الكامل باستخدام أحدث الأساليب التشخيصية والعلاجية. لا تترددوا في حجز موعدك الآن للاطمئنان على صحتك الإنجابية والبدء في رحلة علاج مدروسة على يد متخصص موثوق.
