حصوات الحالب من المشكلات الشائعة اللي ممكن تظهر فجأة مصحوبة بألم شديد ومفاجئ في البطن أو الظهر، وتسبب قلق كبير. وهذا النوع من الحصوات قد يؤدي إلى انسداد في مجرى البول إذا لم يتم التعامل معها سريعًا، لذا في هذا المقال، سنتعرف سويًا على كل ما يخص حصوات الحالب بداية من أنواعها، أعراضها، أسبابها وحتى طرق العلاج والوقاية، فاحرصوا على المتابعة.
ما هي حصى الحالب؟
هي كتل صلبة أو بلّورات ذات شكل غير منتظم، تعلق داخل أحد الحالبين. والحالبان هما أنبوبان عضليان ينقلان البول من الكليتين إلى المثانة، ويوجد حالب واحد لكل كلية. ويمكن أن تظهر حصوة الحالب في الحالب الأيسر أو الأيمن.
ويبلغ طول الحالبين لدى معظم البالغين بين 25 إلى 30 سم تقريبًا، وقد تكون الحصوة موجودة في النهاية القريبة (أي القريبة من نقطة المنشأ) أو النهاية البعيدة (أي البعيدة عن نقطة المنشأ) من الحالب. النهاية القريبة من الحالب تتصل بالحوض الكلوي، ويوجد حوض كلوي في مركز كل كلية، ويعمل على تجميع البول، أما النهاية البعيدة من الحالب فتتصل بالمثانة.
وغالبًا ما تكون الحصوات في الحالب صغيرة جدًا، وبعضها صغير إلى درجة لا تُرى بالعين المجردة، وتمرّ مع البول دون التسبب في أي مشاكل. ولكن إذا كانت الحصوة كبيرة بما يكفي، فقد تعيق تدفّق البول من الكلى إلى المثانة، ما يسبب ألمًا شديدًا. وتتكوّن الحصوات في الحالب عندما تتراكم المعادن والأملاح في البول، فتُشكّل بلّورات تنمو لتتحوّل إلى حصى.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
أنواع حصوات الحالب
توجد أربعة أنواع من حصوات الحالب:
- حصوات الكالسيوم: تتكوّن نتيجة ارتفاع مستويات الكالسيوم أو حمض اليوريك أو الأوكسالات (وهو مركّب كيميائي موجود في النباتات والحيوانات)، وهي أكثر الأنواع شيوعًا.
- حصوات حمض اليوريك: تتكوّن نتيجة تناول نظام غذائي غني بالبروتين أو عدم شرب كمية كافية من الماء.
- حصوات الستروفيت: تتكوّن نتيجة الإصابة المتكررة بعدوى المسالك البولية.
- حصوات السيستين: تتكوّن نتيجة ارتفاع مستويات الحمض الأميني المسمى سيستين.
هل حصوة الحالب هي نفسها حصوة الكلى؟
حصوة الحالب هي في الأصل حصوة كلى. فالحصوة في الحالب هي حصوة كلوية انتقلت من الكلية واستقرّت داخل أحد الحالبين. وبمعنى آخر، الحصوات الحالبية هي حصوات كلى، والفرق الوحيد بينهما هو الموقع، فحصوة الكلى تكون داخل الكلية، أما حصوة الحالب فتكون قد تحركت من الكلية إلى أحد الحالبين.
أعراض حصى الحالب
إذا كانت حصى الحالب صغيرة جدًا، فقد تمرّ عبر الجهاز البولي دون أن تُسبّب أي أعراض، ولكن الحصوات التي تسدّ الحالب أو أيًا من قنوات تصريف الكلى قد تُسبّب أعراضًا تشمل:
- ألم شديد متقطع في الجانب العلوي من الظهر (أسفل الضلوع).
- ألم يمتدّ إلى أسفل البطن.
- ألم أو إحساس بالحرقة أثناء التبوّل.
- الغثيان.
- القيء.
- وجود دم أو تغيّر في لون البول (بني، وردي، أو أحمر).
- بول عكر.
- تكرار الحاجة إلى التبوّل.
- التبوّل بكميات صغيرة فقط.
خروج حصوات الحالب:
كل جسم يختلف عن الآخر، لذا قد تختلف مدة خروج حصوة الحالب من شخص لآخر، وفي بعض الحالات، قد لا يتمكن الشخص من تمرير الحصوة أو إخراجها مع البول. ولكن لدى كثير من الأشخاص، يمكن أن تمرّ الحصوة إذا كان حجمها أقل من 4 مليمترات خلال أسبوع إلى أسبوعين. وعندما تصل حصوة الحالب إلى المثانة، فإنها غالبًا ما تمرّ وتخرج خلال عدة أيام.
أحجام حصوات الحالب
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
اسباب الحصوات في الحالب
تتكوّن حصوات الحالب عندما ترتفع نسبة المواد المكوّنة للحصوات في البول، وفي العادة، تمرّ هذه المواد عبر الجهاز البولي دون مشاكل، ولكن عندما لا يحدث ذلك، يكون السبب غالبًا هو عدم وجود كمية كافية من البول لتذويب هذه المواد أو طردها، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة لعدم شرب كمية كافية من الماء. حينها تبدأ هذه المواد بالتبلور.
ويمكن أن تتكوّن حصوات الحالب لدى أي شخص، لكنها أكثر شيوعًا لدى الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا. ويُعدّ الجفاف أو قلة شرب الماء من الأسباب الأكثر شيوعًا لتكوّن الحصوات. وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بحصوات الحالب ما يلي:
- تناول نظام غذائي غني بالسبانخ، والمكسّرات، والشوكولاتة، والشاي، والملح، والبروتينات الحيوانية.
- وجود تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بحصوات الكلى.
- الإصابة بحالات صحية مثل: النقرس، أو التهابات المسالك البولية، أو أمراض الكلى، أو السكري، أو قصور الغدة الدرقية.
- ارتفاع مؤشر كتلة الجسم أو السمنة.
- تناول أدوية مثل مدرات البول، أو مضادات الحموضة المحتوية على الكالسيوم، أو المضادات الحيوية.
- العيش في مناخ حار يزيد من احتمالية الجفاف نتيجة التعرّق الزائد.
ويساعد شرب كمية كافية من الماء وإجراء تغييرات في النظام الغذائي على تقليل خطر تكوّن الحصوات.
اضرار حصوة الحالب
التخلص من حصوات الحالب
يعتمد التخلص من حصوات الحالب على حجم الحصوة وموقعها، وكذلك على نوع المواد التي تتكوّن منها، حيث يساعد حجم الحصوة وموقعها الطبيب على تحديد ما إذا كان يمكن تمريرها طبيعيًا أم لا.
وفي حال كانت الحصوات كبيرة أو تُسبّب انسدادًا في المسالك البولية، فقد يوصي طبيب المسالك البولية بالعلاجات التالية:
- تفتيت الحصوات بالموجات التصادمية (Shock wave lithotripsy): يستخدم هذا الإجراء موجات تصادمية عالية الطاقة (موجات صوتية) لتفتيت الحصوات داخل الحالب. وتتحرك الشظايا الصغيرة الناتجة عن التفتيت بسهولة عبر الجهاز البولي أثناء التبوّل. ويُعد هذا الخيار الأقل تدخلاً جراحيًا، لكنه قد لا يكون مناسبًا للجميع.
- منظار الحالب (Ureteroscopy): يُدخل طبيب المسالك البولية أنبوبًا طويلاً ورفيعًا مزودًا بكاميرا (منظار حالب) عبر الإحليل (قناة خروج البول من الجسم)، ويمرّره عبر المثانة إلى الحالب. وبمجرد العثور على الحصوة، يقوم بإزالتها أو تفتيتها باستخدام الليزر.
- استئصال حصى الكلى عبر الجلد (Percutaneous nephrolithotomy): في هذا الإجراء، يُدخل طبيب المسالك البولية منظارًا مباشرةً إلى الكلية عبر شق صغير في الظهر للعثور على الحصوات وإزالتها. ويُوصى بهذا الإجراء فقط في حال كانت الحصوات كبيرة أو ذات شكل غير منتظم.
- دعامات الحالب (Ureteral stents): هي أنابيب رفيعة ومرنة مؤقتة تُستخدم لإبقاء الحالب مفتوحًا، وتسمح بتدفق البول حول الحصوة التي تعيق مجرى البول.
أدوية تفتيت حصوات الحالب:
يمكن أن تساعد بعض الأدوية في علاج أنواع معيّنة من حصوات الحالب، وذلك حسب نوع المادة التي تتكوّن منها الحصوة:
في حالة حصوات الكالسيوم:
- سترات البوتاسيوم: تعمل على جعل البول أكثر قلوية وأقل حمضية.
- مدرات البول: تساعد على إخراج السوائل الزائدة والكالسيوم من الجسم مع البول.
في حالة حصوات الستروفيت:
- المضادات الحيوية: تُستخدم لمحاربة العدوى البكتيرية.
- حمض الأسيتوهيدروكساميك: يساعد على منع تراكم الأمونيا في البول.
في حالة حصوات السيستين:
- ثيوبروتينين: يساعد على الوقاية من تكوّن الحصوات لدى الأشخاص المصابين بمرض السيستينوريا.
- سترات البوتاسيوم: تُستخدم أيضًا لزيادة قلوية البول.
الوقاية من حصوات الحالب
توجد العديد من الطرق التي تساعد على الوقاية من تكوّن حصوات الحالب، ومنها:
- شرب كميات أكبر من السوائل، فيُنصح بشرب ما لا يقل عن 2 إلى 3 لترات من السوائل يوميًا. ويُعدّ الماء الخيار الأفضل، لكن يمكن أيضًا تناول مشروبات أخرى مثل عصير الليمون أو عصير البرتقال.
- تقليل تناول البروتين الحيواني في النظام الغذائي، حيث أن البروتين الحيواني، مثل اللحوم، والبيض، والأسماك، يزيد من كمية حمض اليوريك في الجسم. ويمكن الحصول على البروتين من مصادر نباتية مثل العدس، والفاصولياء، والبازلاء الخضراء، والتوفو، دون رفع مستويات حمض اليوريك.
- تقليل كمية الصوديوم (الملح) في الطعام، حيث أن تناول أقل من 1500 ملليجرام من الملح يوميًا يساعد على تقليل احتمالية تكوّن حصوة في الحالب. ويمكن استبدال الملح في الطعام ببدائل الملح، أو الأعشاب، أو التوابل، أو عصير الليمون، أو أنواع الخل المنكّهة.
- تقليل استهلاك الأوكسالات في النظام الغذائي، فالأوكسالات هي مادة غذائية موجودة في السبانخ، واللوز، والكاجو، والبطاطس. وتساعد الأطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم على منع تبلور الأوكسالات داخل الجسم.
على الرغم من ما قد تسببه حصوات الحالب من ألم وانزعاج، إلا أن التعامل معها مبكرًا وبالطريقة الصحيحة يضمن تجنّب المضاعفات ويُسهّل العلاج. فإذا كنت تعاني من ألم غير مبرّر في جانبك أو صعوبة في التبوّل، فلا تتردد في استشارة الطبيب. احجز الآن موعدك مع دكتور كريم عمر، أستاذ أمراض الذكورة والمسالك البولية بجامعة عين شمس، صاحب الخبرة التي تتجاوز 15 عامًا في علاج أدق مشكلات المسالك البولية، فالمتابعة الطبية السليمة هي خطوتك الأولى نحو راحة وصحة أفضل.
