ماذا يقصد بالتحديد بسلس البول الالحاحي؟ وهل يختلف عن سلس البول المعروف؟ وما أسباب حدوثه؟ وكيف يتم تشخيص هذه المشكلة وتحديد نوع العلاج المناسب لها؟ لنتعرف معاً من الفقرات التالية على إجابات تلك الأسئلة بالتفصيل وعلى معلومات أخرى هامة متعلقة بتلك الحالة وعلامات ظهورها.
ما هو سلس البول الالحاحي؟
سلس البول الالحاحي هو نوع من أنواع سلس البول ويتسبب في ظهور رغبة مفاجئة وحادة في التبول، كما يمكن أن يحدث تسريب غير مقصود للبول قبل الوصول للمرحاض. وبعض الأشخاص قد يقومون بالتبول 8 مرات أو أكثر في اليوم، وأكثر من مرة أثناء الليل.
ويمكن أن تحدث هذه الحالة للرجال والنساء وكبار السن، ومن الضروري التنويه إلى أن سلس البول الإلحاحي لا يُعتبر مرض بنفسه، ولكنه عرض ناتج عن أسلوب حياة غير صحي أو وجود بعض المشاكل الجسدية.
اسباب سلس البول الالحاحي
أغلب الأشخاص الذين يعانون من سلس البول الالحاحي يعانون أيضاً من فرط نشاط المثانة، وفرط نشاط المثانة يتسبب في انقباض المثانة أكثر مما ينبغي، وهذا يزيد من الرغبة في التبول فبل أن تكون المثانة ممتلئة.
وحين تُصبح المثانة مضغوطة يتسبب هذا في إرخاء العضلة العاصرة داخل الإحليل، وحين انفتاح العضلة يتسبب هذا في تسرب البول.
وفي بعض الحالات قد لا يتمكن الطبيب من تحديد سبب حدوث هذه المشكلة، ولكن توجد بعض الأسباب المحتملة لحدوثها والتي قد تتضمن ما يلي:
- التهاب المثانة أو وجود عدوى في المثانة.
- حصوات المثانة.
- انسداد فتحة المثانة.
- تضخم البروستاتا.
- سرطان المثانة.
- وجود مرض في الجهاز العصبي مثل التصلب المتعدد.
- وجود إصابة في الجهاز العصبي مثل حدوث إصابة في الحبل الشوكي أو الإصابة بسكتة.
وتوجد بعض عوامل الخطر التي قد تؤدي لحدوث هذه المشكلة ومنها ما يلي:
- مرض السكري.
- استخدام الأدوية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب ومدرات البول وأدوية ضغط الدم.
- وجود بعض الاضطرابات العصبية.
- الإصابة بالسمنة.
أعراض سلس البول الالحاحي
وجود رغبة ملحة ولا يمكن التحكم بها في التبول هي أول العلامات التي تظهر مع سلس البول الالحاحي، كما يمكن أن يحدث تسريب للبول، ولكن قد لا يحدث هذا في جميع الحالات، وقد تظهر أعراض أخرى مثل:
- التبول المتكرر (أكثر من 8 مرات في اليوم) أو التبول أكثر من مرتين أثناء الليل.
- تبليل السرير أثناء الليل.
تشخيص سلس البول الالحاحي
لتحديد العلاج الصحيح سوف يقوم بالسؤال عن التاريخ الطبي والأعراض التي تظهر وقد يقوم بعمل فحص جسدي بما في ذلك فحص الحوض وجمع عينة من البول. كما يمكن أن يقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات التشيخصية الأخرى مثل:
- فحص قاع الحوض: حيث يقوم هذا الفحص بتقييم قوة عضلات قاع الحوض.
- تحليل البول: ويقوم هذا التحليل بالبحث عن أي علامات تُشير لوجود عدوى أو أي مشاكل أخرى.
- مزرعة البول: في حالة الشك في وجود التهاب في المسالك البولية يتم عمل هذه المزرعة لتحديد نوع البكتيريا المسببة لهذا الالتهاب.
- تصوير المثانة بالموجات فوق الصوتية: حيث يسمح هذا للطبيب برؤية تكاوين المثانة ومعرفة مقدار البول المتبقي في المثانة بعد التبول.
- منظار المثانة: يتم إدخال كاميرا صغيرة إلى داخل الإحليل ويتم استخدامها لفحص الإحليل والمثانة.
- الأشعة المقطعية: تُستخدام هذه الأشعة لالتقاط صورة مفصلة للأعضاء.
- قياس التوتر: حيث يقوم الطبيب بسؤال المريض بعمل بعض الأنشطة التي قد تتسبب في ظهور أعراض سلس البول الالحاحي أو الأنواع الأخرى.
علاج سلس البول الالحاحي
أغلب الأشخاص المصابين بسلس البول الالحاجي يمكن أن يتعايشوا مع الأمر، ولكن هذه الحالة يمكن أن تكون غير مريحة على الإطلاق وتؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير، وبعض طرق العلاج أو النصائح يمكن تطبيقها في المنزل، ولكن في حالة عدم ملاحظة أي تحسن يجب الرجوع للطبيب. وقد تتضمن طرق العلاج ما يلي:
تغيير في العادات:
- تغيير أنواع الأطعمة التي يتم تناولها يمكن أن يقلل من تهيج المثانة، فيجب تقليل مدخول الككحوليات للجسم بالإضافة إلى الكافيين والأطعمة الحارة أو المحليات الصناعية.
- زيادة مدخول الألياف لتجنب الإصابة بالإمساك والذي يمكن أن يضع ضغط على المثانة ويزيد من الرغبة في إفراغ المثانة.
- محاولة فقدان الوزن، وخاصة في حالة الإصابة بمشاكل صحية أخرى مثل السكري.
- محاولة الإقلاع عن التدخين، حيث أن السعال الناتج عن التدخين يمكن أن يؤدي إلى حدوث سلس البول الإجهادي إلى جانب سلس البول الالحاحي.
- يمكن ارتداء ملابس أو فوطة تقوم بامتصاص أي سوائل يمكن أن تنتج أثناء عمل أي نشاط.
اقرأ أيضاً: الفرق بين سلس البول الإجهادي وسلس البول الإلحاحي
تمارين كيجل:
تُعتبر تمارين كيجل من طرق العلاج الأولية التي يتم النصح بها لعلاج أنواع سلس البول، ومنها سلس البول الالحاحي، حيث أن هذه التمارين يمكن أن تساعد في تقوية العضلات التي تقوم بإمساك البول، خاصة عضلات قاع الحوض. ويمكن ممارسة تمارين كيجل في أي وقت وأي مكان.
اعرف المزيد عن: تمارين كيجل وفوائدها والطريقة الصحيحة للقيام بها
تدريب المثانة:
تدريب أو إعادة تدريب المثانة يمكن أن يساعد في تقوية العضلات المسئولة عن التحكم في التبول، وتتضمن إحدى التقنيات التي يُنصح بها هي التبول في أوقات محددة خلال اليوم، ولا يمكن التبول في أوقات أخرى حتى في حالة وجود رغبة في التبول.
في البداية يمكن الذهاب للتبول كل ساعة، ثم زيادة مدة الانتظار بين كل مرة وأخرى لحين الوصول لمدة 3 أو 4 ساعات بين كل مرة.
ويمكن أيضاً تجربة تأخير التبول حين ارتفاع الرغبة، حيث قد يساعد هذا في تقوية القدرة على حبس البول. كما يمكن تجربة التبول ثم التبول مرة أخرى بعد المرة الأولى على الفور لتعلم كيفية تفريغ المثانة بشكل كامل.
أدوية وخيارات أخرى:
يمكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية أو الخيارات الجراحية والتي يمكن أن تساعد في تقوية العضلات المسئولة عن التبول والعضلة العاصرة، وقد تتضمن تلك الخيارات ما يلي:
- حقن البوتوكس: يمكن أن يساعد البوتوكس في منع فرط انقباض عضلات المثانة، ويقوم بإرخاء تلك العضلات.
- محفزات الأعصاب: عبارة عن أجهزة صغيرة تُشبه أجهزة تنظيم ضربات القلب يتم وضعها تحت جلد منطقة البطن ولها سلك يتم إيصاله بالعصب العجزي وتقوم بإرسال نبضات ضوئية للعصب الذي يساعد في التحكم في وظائف المثانة.
- قسطرة المثانة: يتم اللجوء لهذا الحل في بعض حالات سلس البول المعينة، ويمكن وضع القسطرة بنفسك في المنزل ويقوم الطبيب بتعليمك الطريقة المناسبة لوضع القسطرة، والتي سوف تساعد في إفراغ المثانة كلياً عند التبول.
وفي الختام، نحب أن نذكركم أعزائنا القراء بأن مشكلة سلس البول قد لا تستدعي القلق في بعض الأحيان، ولكن يُفضل دائماً الرجوع لطبيب مختص واستشارته لتحديد العلاج المناسب والطريقة الأفضل للتعامل مع تلك المشكلة وأعراضها التي يمكن أن تؤثر على حياتكم الومية بشكل كبير، فلا يوجد ما يستدعي القلق ودمتم بصحة وخير.
المصادر:
- Healthline: What You Need to Know About Urge Incontinence
- WebMD: Urge Incontinence
- Medline Plus: Urge incontinence
- Cleveland Clinic: Urge Incontinence
