فرط نشاط المثانة هو اضطراب شائع يحدث للكثيرين ويؤثر بشكل مباشر على جودة حياتهم اليومية. وبينما قد يعتقد البعض أن هذه الحالة جزء طبيعي من التقدم في السن، إلا أنها في الواقع قد تنتج عن أسباب عضوية أو عصبية ويمكن التعامل معها بشكل فعّال. وفي هذا المقال، نستعرض بالتفصيل ما هو فرط نشاط المثانة، أسبابه، أبرز أعراضه، وطرق التشخيص والعلاج المتاحة، لنساعدك على فهم الحالة بشكل أعمق واتخاذ القرار الطبي المناسب إن لزم الأمر.
ما هو فرط نشاط المثانة؟
فرط نشاط المثانة هو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تتسبب في حدوث زيادة في معدل التبول، ووجود رغبات مفاجئة في التبول وأيضاً الإصابة بسلس البول والتبول الليلي.
وتُعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى كبار السن ويمكن أيضاً أن تُصيب السيدات، ويمكن أن تتسبب الأعراض الناتجة عن هذه الحالة في حدوث توتر وعزلة وتأثر بالسلب على شكل الحياة بشكل عام. كما أن هذه الحالة لا تختفي من تلقاء نفسها وتحتاج لمتابعة مع طبيب مختص وعلاج.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
أعراض فرط نشاط المثانة
التعرض لسلس في البول من فترة لأخرى لا يعني الإصابة الأكيدة بفرط نشاط المثانة، حيث يمكن أن يحدث تسريب للبول نتيجة أسباب أخرى. ويتم تحديد فرط نشاط المثانة وفقاً لعدد مرات حدوث الأعراض ونسبة الإلحاح، ويمكن أن تتضمن الأعراض ما يلي:
- رغبة ملحة بالتبول ولا يمكن التحكم بها.
- فقدان لا يمكن التحكم به في البول (تسريب للبول).
- تبول مستمر (أكثر من 8 مرات خلال 24 ساعة).
- الاستيقاظ أكثر من مرة أثناء الليل للذهاب للمرحاض.
ويمكن أن تختلف الأعراض مش شخص لآخر، مما قد يزيد من صعوبة التعرف على الحالة بدون الرجوع لطبيب متخصص.
أسباب فرط نشاط المثانة
أعراض فرط نشاط المثانة عبارة عن مزيج من عدة علامات تؤثر على نمط التبول، وتشمل:
- الإلحاح البولي: هو الشعور المفاجئ والقوي بالحاجة إلى التبول، مع عدم القدرة على تأجيله لفترة طويلة، ما يستدعي الذهاب إلى الحمام فورًا.
- كثرة التبول: هو الحاجة المتكررة للتبول أكثر من المعدل الطبيعي خلال اليوم.
- سلس البول الإلحاحي: يحدث عندما تؤدي الرغبة الملحة في التبول إلى تسرب لا إرادي للبول قبل الوصول إلى الحمام.
- التبول الليلي المتكرر: هو الاستيقاظ مرتين أو أكثر أثناء الليل من أجل التبول.
أسباب فرط نشاط المثانة
تحدث هذه الحالة نتيجة انقباضات غير إرادية في عضلات المثانة، حتى عندما تكون كمية البول داخل المثانة قليلة. وهذه الانقباضات المفاجئة تؤدي إلى الشعور الملحّ بالتبول، وتُعد السبب الأساسي للأعراض المصاحبة لهذه الحالة. وتتضمن أسباب فرط نشاط المثانة ما يلي:
- مشاكل في المثانة مثل وجود أورام أو حصوات المثانة.
- اضطرابات الجهاز العصبي مثل السكتة الدماغية أو التصلب المتعدد، والتي تؤثر على الإشارات العصبية بين المثانة والدماغ.
- داء السكري، لما له من تأثير على الأعصاب المغذية للمثانة.
- عوامل تعيق تفريغ المثانة بشكل طبيعي، مثل تضخم البروستاتا، أو الإمساك، أو بعض العمليات الجراحية السابقة المرتبطة بعلاج سلس البول.
- التغيرات الهرمونية، خصوصًا بعد انقطاع الطمث لدى النساء.
- عدوى المسالك البولية، والتي قد تؤدي إلى أعراض مشابهة لفرط نشاط المثانة.
وقد توجد بعض العوامل الأخرى المرتبطة بالحالة مثل:
- تناول الكافيين أو الكحول بكميات كبيرة.
- استخدام أدوية مدرة للبول أو أدوية تستلزم شرب كميات كبيرة من السوائل.
- عدم القدرة على الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب.
- عدم تفريغ المثانة بشكل كامل مما يترك حيزًا أقل للبول الجديد.
وفي بعض الحالات، قد لا يُعرف السبب الدقيق للإصابة بفرط نشاط المثانة.
وعوامل الخطر للإصابة بتلك الحالة تشمل التقدم في السن، وكون الشخص أنثى، ووجود حالات طبية مثل تضخم البروستاتا أو السكري. كما يُلاحظ أن بعض الأشخاص الذين يعانون من تراجع في الوظائف الإدراكية، مثل مرضى الزهايمر أو من سبق لهم الإصابة بسكتة دماغية، معرضون بشكل أكبر لهذه الحالة بسبب ضعف الاستجابة للإشارات التي ترسلها المثانة.
اقرأ أيضاً: أشهر الاضطرابات الأخرى التي قد تُصيب المثانة
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
تشخيص فرط نشاط المثانة
يمكن أن يقوم الطبيب بطلب الفحوصات والتحاليل التالية لتشخيص حالة فرط نشاط المثانة:
- تحليل البول: يقوم هذا التحليل بفحص جميع النواحي الكيميائية والجوامب الأخرى للبول، ويتم البحث عن خلايا الدم الحمراء والبيضاء والبكتيريا، وفي حالة وجود أي منهم قد يتم التشخيص بالحالة.
- فحص ديناميكا البول: يقوم هذا الفحص بقياس كمية البول المتبقية في المثانة بعد الذهاب للمرحاض ومقدار البول الخارج وسرعة التبول ومقدار الضغط على المثانة عندما تمتلئ بالبول.
- الموجات فوق الصوتية: هو فحص غير جراحي يسمح بفحص المثانة والتفاصيل الخاصة بها بمنتهى الدقة.
- الأشعة المقطعية: فحص تصوير غير جراحي يسمح بإنتاج صور ثلاثية الأبعاد للمثانة.
- منظار المثانة: يقوم الطبيب باستخدام المنظار للنظر داخل المثانة من خلال الإحليل، وعادة ما يتم استخدام جل مخدر لتجنب الشعور بأي ألم.
علاج فرط المثانة
يُعالج فرط نشاط المثانة عادةً باستخدام مزيج من العلاجات المختلفة حسب شدة الأعراض واستجابة المريض. وفيما يلي أبرز خيارات العلاج المتاحة:
العلاجات السلوكية:
تُعد العلاجات السلوكية الخيار الأول للتحكم في أعراض فرط نشاط المثانة، وغالبًا ما تكون فعالة ولا تسبب آثارًا جانبية، وتشمل هذه العلاجات:
- التغذية الراجعة البيولوجية (Biofeedback): يتم وضع لاصقة كهربائية على الجلد فوق المثانة، وتُوصَل بجهاز يعرض على الشاشة وقت انقباض عضلات المثانة، وهذا يساعد الشخص على التعرف على الإحساس المصاحب للانقباض والتحكم فيه.
- تدريب المثانة: يشمل التبول في أوقات محددة مسبقًا حتى لو لم تكن هناك حاجة ملحة، مع زيادة الفترات بين مرات الذهاب إلى الحمام تدريجيًا. ويساعد هذا في تدريب المثانة على الاحتفاظ بكمية أكبر من البول قبل الإحساس بالحاجة للتبول.
- الحفاظ على وزن صحي: إذا كان الشخص يعاني من زيادة في الوزن، فإن خسارة الوزن قد تُخفف من الأعراض، خاصةً إذا كان يعاني أيضًا من سلس البول الناتج عن الضغط.
- القسطرة المتقطعة: إذا لم يكن الشخص قادرًا على إفراغ المثانة بالكامل، فقد يُوصى باستخدام القسطرة بشكل متقطع للمساعدة على التفريغ التام.
- تمارين كيجل: تساعد هذه التمارين في تقوية عضلات قاع الحوض وعضلات المصرة البولية، مما يقلل من انقباضات المثانة اللاإرادية، وتتطلب هذه التمارين المواظبة، وقد يستغرق ظهور نتائجها حتى 6 أسابيع.
- حقن المثانة: يُستخدم البوتوكس في علاج حالات سلس البول الشديد، ويُحقن البوتوكس بكميات صغيرة في أنسجة المثانة، ما يساعد على استرخاء العضلات وزيادة قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول. وتدوم تأثيراته عادةً لستة أشهر أو أكثر، ويجب إعادة الحقن بعد انتهاء مفعوله.
- تحفيز الأعصاب: تُستخدم نبضات كهربائية خفيفة لتحفيز الأعصاب المرتبطة بالمثانة وتحسين الأعراض.
- تحفيز العصب العجزي: تُوضع سلكة رفيعة بالقرب من أعصاب العجز الموجودة قرب عظمة العصعص، ويُستخدم جهاز يدوي لإرسال نبضات كهربائية إلى المثانة، وإذا أظهرت التجربة تحسنًا، يتم تركيب جهاز دائم تحت الجلد لتوصيل النبضات باستمرار.
- التحفيز عبر العصب الظنبوبي (PTNS): تُستخدم إبرة رفيعة تُدخل تحت الجلد قرب الكاحل لإرسال إشارات إلى العمود الفقري، حيث ترتبط بالأعصاب التي تتحكم في المثانة. وتُجرى الجلسات أسبوعيًا لمدة 12 أسبوعًا، ثم مرة كل 3 إلى 4 أسابيع للحفاظ على النتائج.
الجراحة:
تُعد الجراحة الخيار الأخير وتُستخدم فقط في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى. وتشمل:
- جراحة توسيع المثانة: تُستخدم أجزاء من الأمعاء لتكبير المثانة، وبعد هذه العملية، قد يحتاج الشخص لاستخدام القسطرة مدى الحياة لتفريغ المثانة.
- استئصال المثانة: يُزال فيها المثانة بالكامل، ويتم إما إنشاء مثانة صناعية (neobladder)، أو فتح فتحة خارجية في الجسم (stoma) لتصريف البول في كيس خارجي.
وفي جميع الحالات، يُحدِّد الطبيب نوع العلاج المناسب بناءً على شدة الأعراض، والحالة الصحية العامة للمريض، ومدى استجابته للعلاج السابق.
أعشاب لعلاج فرط نشاط المثانة
على الرغم من قلة الأيحاث التي تدعم استخدام الأعشاب لعلاج فرط نشاط المثانة، يمكن أن تتضمن خيارات العلاج العشبية ما يلي:
- خليط Gosha-jinki-gan: علاج عشبي ياباني يحتوي على 10 أنواع من مختلفة من الأعشاب ووجدت دراسة صغيرة أن هذا الخليط يُحسن من أعراض حالة فرط النشاط في المثانة.
- نبات Crataeva nurvala: نوع من الأعشاب كان من الشائع استخدامها في الطب البديل بسبب خصائصها المضادة للالتهابات والبولية المحتملة.
- البلميط المنشاري: وجدت بعض الدراسات أن تناول 320 ملجم من مستخلص هذا النبات في اليوم لمدة 12 أسبوع ساعد في علاج أعراض المشاكل البولية عند الرجال.
- نبات Verbascum thapsus: هو عشب شاع استخدامه بشكل عام لعلاج السل أو مشاكل الجهاز التنفسي، ولكن يمكن أن يكون لها فوائد علاجية أخرى محتملة لبعض حالات فرط نشاط المثانة. كما تُشير بعض الدراسات المحدودة لوجود خصائص مريحة ومضادة للالتهابات في هذا النبات على المسالك البولية، مما يمكن أن يساعد بدوره أيضاً في تخفيف أعراض فرط المثانة.
كما توجد بعض الاعشاب الأخرى التي يمكن أن يكون لها خصائص علاجية فيما يتعلق بحالة فرط المثانة ومنها:
- عشبة الخولنجان.
- نبات الرويبوس.
- الشاي الأخضر.
- الفلف الحار.
- زيت بذور اليقطين.
- نبتة سانت جون
- نبق البحر
- زيت الفانيليا.
ولكن يجب التنويه إلى أن العديد من تلك النباتات غير مدعمة بشكل كافي من الأبحاث العلمية، لذا ننصح بضرورة استشارة طبيب مختص قبل استخدام أي منها أولاً.
فرط نشاط المثانة عند الأطفال
يُعتبر فرط نشاط المثانة مشكلة شائعة عند الأطفال، ولكن لا يمكن اعتبار كل مرة يقوم فيها الطفل بالتبول أو التسريب بشكل لا إرادي هي حالة فرط نشاط في المثانة. وعادة ما تختفي تلك الحالة عند الأطفال بتقدمهم في العمر، ولكن يمكن أن يساعد العلاج في الوقاية من حدوث تبول مستمر أو مضاعفات.
ويمكن أن تتضمن الأعراض عند الأطفال ما يلي:
- وجود رغبة عاجلة ومتكررة في التبول.
- حدوث تسريب للبول.
- التبول أكثر من 8 مرات في اليوم.
- الشعور بعدم تفريغ المثانة بشكل تام على الرغم من التبول.
وكما ذكرنا تُصبح الأعراض لدى الأطفال أقل شيوعاً بتقدم عمرهم، حيث يتعلم الطفل كيفية التحكم في المثانة بشكل صحيح والتعرف على الإشارات التي التي يرسلها العقل للتبول. وفي حالة عدم حدوث أي تحسن أو زيادة حدة الأعراض يجب اللجوء لطبيب مختص.
ويمكن أن تتضمن أسباب حدوث فرط نشاط المثانة عند الأطفال ما يلي:
- التهابات المسالك البولية.
- الحساسية.
- الكافيين.
- التوتر.
- الإمساك.
ما الفرق بين المثانة العصبية وفرط نشاط المثانة؟
الفرق بين المثانة العصبية وفرط نشاط المثانة يكمن في السبب الكامن وراء الأعراض وطبيعة الخلل في التحكم بالتبول. والمثانة العصبية هي حالة تحدث عندما تؤثر اضطرابات في الجهاز العصبي (الدماغ، الحبل الشوكي، الأعصاب) على وظيفة المثانة البولية. والجهاز العصبي ينقل إشارات كهربائية من الدماغ إلى باقي أجزاء الجسم، وهذه الإشارات هي التي تنظم العمليات الحيوية مثل الحركة والتنفس والتبول.
وتحدث المثانة العصبية عندما يكون هناك خلل في الدماغ أو الأعصاب أو الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى فقدان التحكم في المثانة. وتُعرف أيضاً باسم خلل وظيفة المسالك البولية السفلية العصبي المنشأ.
والأعراض تختلف حسب نوع المثانة العصبية، ولكنها غالبًا ما تشمل فقدان السيطرة على التبول. وقد تظهر أعراض تشبه فرط نشاط المثانة، مثل:
- صعوبة في بدء التبول، أو بطء تدفق البول، أو تنقيط البول (التردد البولي).
- فقدان السيطرة على المثانة (سلس البول).
- التبول المتكرر (أكثر من 8 مرات في اليوم).
- الحاجة المفاجئة والملحة للتبول (إلحاح بولي).
أما في الحالات التي تكون فيها المثانة غير نشطة فتشمل الأعراض:
- عدم تفريغ المثانة بالكامل أو عدم القدرة على التبول.
- امتلاء المثانة بشكل زائد مما يؤدي إلى تسرب البول (سلس فيضان).
- عدم الشعور بامتلاء المثانة.
وقد تكون المثانة العصبية موجودة منذ الولادة بسبب عيوب خلقية مثل:
- متلازمة تراجع العجز
- الشلل الدماغي.
- السنسنة المشقوقة.
كما يمكن أن تظهر لاحقًا بسبب حالات عصبية مثل:
- أورام الجهاز العصبي المركزي.
- التصلب المتعدد.
- مرض باركنسون.
- السكتات الدماغية.
وهناك أسباب أخرى مثل إصابات الحبل الشوكي والحوادث الرضحية مثل السقوط أو حوادث السير.
وبالمقابل، فرط نشاط المثانة هو اضطراب وظيفي ناتج غالبًا عن تقلصات لا إرادية في عضلات المثانة، ولا يكون مرتبطًا بخلل في الجهاز العصبي. أما المثانة العصبية فهي نتيجة مباشرة لتلف في الأعصاب التي تتحكم في المثانة، مما يجعل إدارتها أكثر تعقيدًا وتتطلب تدخلات طبية متخصصة بناءً على السبب العصبي.
وفي الختام يمكن القول أن فرط نشاط المثانة قد يكون مزعجًا ويؤثر بشكل كبير على نمط الحياة وجودتها، لكن التعامل معه ممكن وفعّال عند التشخيص الصحيح والمتابعة الطبية المناسبة. لا تتجاهل الأعراض أو تؤجل العلاج، فكلما بدأت مبكرًا، كانت النتائج أفضل.
ودكتور كريم عمر يتمتع بخبرة واسعة في تشخيص وعلاج حالات فرط نشاط المثانة باستخدام أحدث الأساليب الطبية، ويحرص دائمًا على تقديم رعاية شاملة ومخصصة لكل حالة، لذا إذا كنت تعاني من أعراض مزعجة مرتبطة بالتبول، لا تتردد في حجز موعد مع دكتور كريم عمر للحصول على تقييم دقيق وخطة علاجية فعالة تساعدك على استعادة راحتك وثقتك بنفسك.