يُعد التهاب البربخ من الحالات الطبية الشائعة التي تُصيب الجهاز التناسلي الذكري ويمكن أن يُسبب هذا الالتهاب ألمًا وتورمًا في كيس الصفن، وقد يترافق مع أعراض مزعجة تؤثر على الحياة اليومية والصحة الجنسية.
ويمكن أن تتعدد أسباب التهاب البربخ لذا نستعرض سوياً في هذا المقال أبرز المعلومات حول التهاب البربخ، من الأسباب والأعراض إلى طرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى تأثيره المحتمل على الخصوبة والقدرة الجنسية، فاحرصوا على المتابعة.
ما هو التهاب البربخ؟
هو حالة تحدث فيها التهاب في البربخ، وهو أنبوب رفيع وملتف يقع خلف كل خصية ويقوم بتخزين ونقل الحيوانات المنوية. وعند حدوث الالتهاب، يشعر المريض بألم أو انزعاج في كيس الصفن أو الخصية أو منطقة البربخ، وقد تكون هذه الأعراض مزعجة نظرًا لحساسية المنطقة.
والالتهاب في أي جزء من الجسم استجابة طبيعية تشير إلى وجود خلل أو عدوى، لكن عندما يصيب منطقة حساسة مثل الخصيتين، يصبح الأمر أكثر قلقًا. لذلك من المهم مراجعة الطبيب فورًا لتحديد السبب والحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب.
أنواع التهاب البربخ:
ينقسم إلى نوعين رئيسيين:
- التهاب البربخ الحاد (Acute Epididymitis): تظهر الأعراض بشكل مفاجئ وتتفاقم بسرعة، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية.
- التهاب البربخ المزمن (Chronic Epididymitis): يستمر الألم أو الانزعاج لمدة ستة أسابيع أو أكثر، وقد يكون الألم مستمرًا أو يظهر ويختفي. وتكون الأعراض عادةً أقل حدة من الالتهاب الحاد.
ويُعد التشخيص المبكر والعلاج السريع أمرًا ضروريًا لتجنب المضاعفات والحفاظ على الصحة الإنجابية لدى الرجال.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
ما هي أعراض التهاب البربخ عند الرجال؟
قد تبدأ الأعراض بشكل خفيف في البداية، لكنها تميل إلى التفاقم في حال عدم تلقي العلاج المناسب. وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة (حمى خفيفة)
- قشعريرة
- ألم في منطقة الحوض
- شعور بالضغط في الخصيتين
- ألم وحساسية في إحدى الخصيتين أو كلتيهما
- احمرار وسخونة في كيس الصفن
- تضخم الغدد اللمفاوية في منطقة الفخذ
- ألم أثناء العلاقة الجنسية أو القذف
- ألم أثناء التبول أو التبرز
- كثرة التبول أو الإلحاح البولي
- خروج إفرازات غير طبيعية من القضيب
- وجود دم في السائل المنوي
وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب المختص فورًا، حيث يمكن أن يساعد العلاج المبكر في تجنب المضاعفات مثل تلف الخصية أو التأثير على الخصوبة.
أسباب التهاب البربخ
يُعد السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب البربخ الحاد هو العدوى البكتيرية، وتختلف الأسباب حسب الفئة العمرية والحالة الصحية:
- العدوى المنقولة جنسيًا: في الرجال دون سن 35 عامًا، تكون العدوى المنقولة جنسيًا، مثل السيلان أو الكلاميديا، هي السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب البربخ.
- العدوى البولية الراجعة: في الرجال فوق سن 35 عامًا، غالبًا ما يكون السبب هو ارتجاع البول المصاب بعدوى إلى البربخ عبر القناة القاذفة. وأكثر أنواع البكتيريا شيوعًا في هذه الحالة هي الإشريكية القولونية (E. coli).
كما توجد سباب أخرى محتملة ولكنها أقل شيوعًا مثل:
- انسداد في مجرى البول
- التهاب البروستاتا
- استخدام قسطرة بولية
- إصابة أو ضربة في منطقة العانة أو كيس الصفن
- تناول دواء “أميودارون” المستخدم لعلاج اضطرابات نظم القلب
- الإصابة بفيروس النكاف
- في حالات نادرة جدًا، الإصابة بمرض السل (الدرن)
هل التهاب البربخ معدي؟
في بعض الحالات. يمكن أن ينتقل عبر الاتصال الجنسي، خاصةً إذا كان ناتجًا عن أحد الأمراض المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا أو السيلان، رغم أن الأطباء لا يصنفونه كعدوى جنسية بحد ذاتها.
هل يمكن أن يحدث التهاب البربخ للأطفال؟
يمكن أن يُصاب الأطفال بهذا الالتهاب تمامًا مثل البالغين، ولكن غالبًا ما تختلف الأسباب لديهم عن تلك التي تُصيب البالغين. وتتضمن الأسباب الشائعة لحدوثه عند الأطفال:
- التعرض لإصابة مباشرة في منطقة الخصية أو كيس الصفن
- عدوى في المسالك البولية (UTI) تنتقل إلى الإحليل ثم إلى البربخ
- ارتجاع البول إلى البربخ
- التواء البربخ (وهو التواء في القناة أو الأنبوب الذي يحمل الحيوانات المنوية)
وتشمل أعراضه عند الأطفال:
- خروج إفرازات من مجرى البول
- ألم أو انزعاج في منطقة الحوض أو أسفل البطن
- ألم أو حرقان أثناء التبول
- احمرار أو حساسية في كيس الصفن
- ارتفاع في درجة الحرارة (الحمى)
وعلاج هذا الالتهاب عند الأطفال يعتمد على سبب الالتهاب، ففي كثير من الحالات، قد تتحسن الحالة من تلقاء نفسها مع الراحة وتناول مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين. وإذا كان السبب هو عدوى بكتيرية (مثل عدوى المسالك البولية)، فقد يصف الطبيب مضادات حيوية مناسبة. ويُنصح الأطفال أيضًا بـ:
- عدم تأخير التبول عندما يشعرون بالحاجة لذلك
- الإكثار من شرب المياه لدعم صحة المسالك البولية
ومن المهم مراجعة طبيب الأطفال فورًا عند ظهور أي من هذه الأعراض لتقييم الحالة والتأكد من أن العلاج مناسب وآمن.
ارسل لنا استفسارك على الواتس اب
هل تحليل البول يكشف التهاب البربخ؟
سيقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة حول الأعراض التي تعاني منها، وإجراء فحص بدني لمنطقة كيس الصفن للتحقق من وجود منطقة مؤلمة أو كتلة. وقد يطلب أيضًا إجراء بعض التحاليل، والتي تشمل:
- تحليل البول، حيث يتم فحص عينة من البول للكشف عن وجود البكتيريا.
- تحاليل الدم، وذلك من خلال سحب عينة دم وفحصها للبحث عن مؤشرات العدوى.
- اختبار مسحة للكشف عن البكتيريا، حيث يتم إدخال مسحة صغيرة في مجرى البول وفحصها للكشف عن مسببات الأمراض المنقولة جنسيًا (سواء كانت بكتيريا أو فيروسات)، والتي قد تتطلب علاجًا.
وفي بعض الحالات، قد يُجرى تصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة كيس الصفن للمساعدة في تشخيص هذه الحالة.
كيف يتم علاج التهاب البربخ؟
يعتمد علاج هذا الالتهاب على معالجة العدوى المسببة وتخفيف الأعراض المصاحبة. وتشمل العلاجات الشائعة:
- المضادات الحيوية والتي يتم وصفها عادة لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع في حالات التهاب البربخ المزمن.
- مسكنات الألم، سواء المتاحة بدون وصفة طبية أو تلك التي تحتاج إلى وصفة حسب شدة الألم.
- الراحة التامة في الفراش.
وقد يُوصى أيضًا ببعض النصائج العلاجية الإضافية مثل:
- رفع كيس الصفن لمدة لا تقل عن يومين إذا أمكن.
- تطبيق كمادات باردة على كيس الصفن لتخفيف التورم.
- ارتداء واقٍ رياضي لدعم المنطقة.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة.
وفي حال كانت العدوى ناتجة عن مرض منقول جنسيًا، يجب على المريض وشريكه الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة حتى الانتهاء من كورس العلاج بالمضادات الحيوية والتأكد من الشفاء التام.
وعادةً ما تكون هذه الطرق فعالة، إلا أن الشعور بعدم الراحة قد يستمر لعدة أسابيع قبل أن يختفي تمامًا. وفي أغلب الحالات، يتحسن الالتهاب خلال 3 أشهر. ومع ذلك، قد تتطلب بعض الحالات علاجًا أكثر تدخلاً
هل التهاب البربخ يذهب من تلقاء نفسه؟
تتسبب البكتيريا في معظم حالات الالتهاب في البربخ، ولا تختفي هذه الحالات من تلقاء نفسها. ومن المهم التحدث مع الطبيب بمجرد ملاحظة الأعراض للحصول على العلاج المناسب وتجنب حدوث مضاعفات إضافية.
هل يؤثر التهاب البربخ على الانتصاب؟
لا يُسبب هذا الالتهاب ضعف الانتصاب بشكل مباشر، ولكنه قد يُساهم في حدوثه نتيجة الألم والانزعاج المصاحب للحالة. والألم والتورم الناتجان عن الالتهاب قد يجعلان العلاقة الحميمة مؤلمة أو صعبة، مما يؤدي إلى انخفاض في القدرة الجنسية أو فقدان الرغبة. كما أن النوع المزمن، الذي تستمر فيه الأعراض لأكثر من ستة أسابيع أو تتكرر، قد يرتبط أيضًا بحدوث ضعف في الانتصاب.
هل التهاب البربخ يسبب سرعة القذف؟
يمكن أن يؤثر على القذف، فالتهاب وتورم البربخ قد يسببان ألمًا أثناء القذف، وفي بعض الحالات قد يؤدي انسداد في البربخ إلى منع مرور الحيوانات المنوية داخل مسار القذف.
وقد يشعر المريض بألم أثناء القذف نتيجة الالتهاب والانزعاج المرتبطين بالحالة، مما يجعل العلاقة الحميمة والقذف تجربة مؤلمة أو غير مريحة. كما يمكن أن يؤدي انسداد البربخ إلى منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى الأسهر والحويصلات المنوية، وهي أجزاء ضرورية لحدوث القذف، مما قد يسبب انخفاضًا في عدد الحيوانات المنوية أو حتى العقم.
وإضافة إلى ذلك، قد تظهر أعراض أخرى مثل الألم أو الحرقان أثناء التبول وتورم الخصية، وهي أعراض قد تؤثر على الوظيفة الجنسية بشكل عام. وفي بعض الحالات، قد يؤثر التهاب البربخ أيضًا على جودة السائل المنوي، مما يؤدي إلى انخفاض حركة الحيوانات المنوية أو تركيزها.
مع ذلك، فإن القذف لا يؤدي إلى تفاقم التهاب البربخ، لكنه قد يزيد من شدة الألم لدى بعض الأشخاص. لذلك يُنصح بتجنب ممارسة العلاقة الحميمة أو العادة السرية حتى انتهاء فترة العلاج وبعد استشارة الطبيب..
كم يوم يستمر التهاب البربخ؟
يعتمد ذلك على سبب الإصابة، ففي أغلب الحالات الناتجة عن عدوى بكتيرية، يبدأ التحسن خلال أيام قليلة من بدء تناول المضادات الحيوية، لكن التورم قد يستغرق عدة أسابيع حتى يزول تمامًا. ومن الممكن أن تستمر بعض الأعراض مثل الانزعاج أو التورم لأسابيع أو حتى أشهر بعد الانتهاء من العلاج بالمضادات الحيوية.
أما في حالات التهاب البربخ الناتج عن مرض السل، فقد يستغرق الشفاء ما يصل إلى تسعة أشهر باستخدام الأدوية المناسبة. وفي حال كان الدواء “أميودارون” هو السبب في الإصابة، فمن المفترض أن يبدأ التحسن بعد تقليل الجرعة أو التوقف عن تناوله.
وفي حالات نادرة جدًا، إذا خضع المريض لجراحة لإزالة البربخ أو الخصيتين، فقد تزداد شدة الألم مؤقتًا بعد الجراحة بسبب التورم، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى يشعر المريض بتحسن. ومع ذلك، فإن استمرار الألم لا يعني بالضرورة أن الجراحة لم تنجح.
التعامل مع التهاب البربخ بالشكل الصحيح يبدأ من التشخيص المبكر والمتابعة الطبية الدقيقة لتفادي المضاعفات وتأثيره على الخصوبة والصحة الجنسية. وإذا كنت تعاني من أي من أعراض التهاب البربخ أو تشعر بالقلق تجاه صحتك التناسلية، يُنصح بحجز موعد مع الدكتور كريم عمر، استشاري أمراض الذكورة والعقم، الذي يتمتع بخبرة واسعة في تشخيص وعلاج التهابات الجهاز التناسلي الذكري بدقة وفعالية. لا تتردد في المتابعة الطبية مع متخصص لضمان الحصول على أفضل رعاية ممكنة.